في خطوة تعكس التحول العالمي نحو اقتصاد أكثر اعتمادًا على التكنولوجيا المتقدمة، أعلنت شركة إتش بي (HP) الأميركية عن خطة إعادة هيكلة واسعة تهدف إلى جعل الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية في نموذج أعمالها. وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد قطاع التكنولوجيا موجة واسعة من التسريحات وإعادة توجيه الموارد نحو الابتكار القائم على الأتمتة والتعلم الآلي. إعلان الشركة عن تسريح 10% من موظفيها عالميًا يطرح سؤالًا مهمًا: إلى أي حد سيقود الذكاء الاصطناعي مستقبل صناعة الحواسيب والطابعات؟

إتش بي تكشف عن خطة تسريح 10% من قوتها العاملة عالميًا

إعادة هيكلة تمتد حتى 2028

أعلنت شركة "إتش بي"، الثلاثاء، عن خطة شاملة لإعادة الهيكلة ستؤدي إلى تسريح ما بين 4000 و6000 موظف، أي ما يعادل 10% من القوة العاملة عالميًا.
هذه الخطوة تأتي بهدف إعادة توجيه موارد الشركة نحو تطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تمهيدًا لتغيير نموذج أعمالها بشكل جذري.

السبب الرئيسي: الذكاء الاصطناعي كمحرك جديد للنمو

بحسب التقرير المالي الأخير، تعتزم الشركة تسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز:

الابتكار
رضا العملاء
الإنتاجية
خفض التكاليف التشغيلية

وتتوقع الشركة تحقيق وفر سنوي يصل إلى مليار دولار بحلول سنة 2028.

التحول نحو الذكاء الاصطناعي: توجه عالمي يغيّر خرائط الوظائف

شركات التكنولوجيا الكبرى تدخل مرحلة "إعادة التوازن"

خطوة "إتش بي" ليست معزولة؛ بل تعكس توجهًا عالميًا يطال أغلب الشركات التكنولوجية الكبرى.
فقد شهدت شركات مثل:

  • غوغل
  • مايكروسوفت
  • أمازون

موجات تسريح واسعة بهدف إعادة تخصيص الموارد نحو مشاريع الذكاء الاصطناعي.

ما الذي يتغير في سوق العمل التقني؟

يرى المحللون أن الأتمتة والذكاء الاصطناعي يقلصان الحاجة إلى عدة مهام بشرية، خاصة في:

  • دعم العملاء
  • إدارة المحتوى
  • إدخال البيانات
  • بعض مهام البرمجة
  • التحليل التقني المستمر

هذا التحول يعيد تشكيل مستقبل الوظائف، حيث ستنقرض وظائف تقليدية لتفسح المجال لوظائف جديدة أكثر تخصصًا.

تأثير القرار على سوق الحواسيب والطابعات

هل يتغير نموذج أعمال إتش بي؟

تشهد أسواق الحواسيب والطباعة تراجعًا ملحوظًا في الطلب منذ النصف الثاني من العقد الماضي، ما دفع الشركة إلى تغيير استراتيجيتها.
وتعمل "إتش بي" على:

  • رفع أسعار أجهزة الكمبيوتر
  • العمل مع موردين جدد
  • الاستثمار في حلول الحوسبة الذكية
  • توسيع مجال الطابعات السحابية المتصلة بالإنترنت

الحوسبة الذكية: مستقبل منتجات HP

أكد الرئيس التنفيذي للشركة، إنريكي لوريس، أن الأجهزة القادمة ستضم:

  • إمكانيات ذكاء اصطناعي مدمجة
  • معالجات أكثر قوة
  • برامج تحليلية ذاتية
  • تكاملًا أعلى مع خدمات السحابة

هذا يجعل من أجهزة المستقبل أدوات إنتاجية تعتمد على فهم سلوك المستخدم وتحسين الأداء تلقائيًا.

خطة HP لتحقيق مليار دولار سنويًا: كيف ستتغيّر الشركة؟

التركيز على الكفاءة التشغيلية

تهدف الخطة إلى:

  • تقليل النفقات
  • تحسين الجودة
  • تطوير المنتجات الذكية
  • تسريع دورة الإنتاج
  • تعزيز تجربة المستخدم

تسريح الموظفين: قرار اقتصادي بطعم تكنولوجي

في ظل اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي، فإن تقليص العمالة لا يُعتبر فقط خطوة لتقليل التكلفة، بل هو جزء من إعادة الهيكلة الرقمية التي ستعيد تشكيل طبيعة الوظائف داخل الشركة.

الذكاء الاصطناعي وإعادة تشكيل مستقبل صناعة التكنولوجيا

من التصنيع التقليدي إلى الأتمتة الذكية

تتحول شركات التكنولوجيا من نماذج الإنتاج التقليدية إلى نماذج قائمة على:

  • الأتمتة
  • تحليل البيانات الضخمة
  • التعلم الآلي
  • التنبوء بسلوك المستهلك

ماذا يعني ذلك للمستهلكين؟

من المتوقع أن يصبح الجيل القادم من أجهزة HP:

  • أسرع
  • أذكى
  • أكثر استجابة
  • أقل استهلاكًا للطاقة
  • أكثر انسجامًا مع التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي

هل يمثل قرار HP بداية موجة جديدة في قطاع التكنولوجيا؟

المحللون: "ما يحدث اليوم هو إعادة كتابة لقواعد الصناعة"

يرى خبراء التكنولوجيا أن الشركات التي لا تستثمر في الذكاء الاصطناعي ستفقد تنافسيتها.
التركيز الحالي ينصبّ على:

  • تعزيز الإنتاجية
  • رفع هامش الأرباح
  • تقليل التدخل البشري في المهام الروتينية
  • خلق نماذج أعمال جديدة بالكامل

في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم الرقمي، يأتي قرار شركة "إتش بي" كجزء من موجة عالمية تهدف إلى تمكين الذكاء الاصطناعي داخل كل قطاعات التكنولوجيا. وبينما سيفقد الآلاف وظائفهم، تنفتح في المقابل أبواب جديدة لوظائف مستقبلية تتطلب مهارات رقمية عالية.