يمثل موضوع المنصات الرقمية ورهان الحفاظ على المؤسسات أحد أهم التحديات المطروحة في زمن الطوارئ والأزمات، حيث أصبحت التكنولوجيا عنصرًا حاسمًا في دعم القرار وتسيير المرافق الحيوية. وفي هذا السياق، تنظم وكالة بيت مال القدس الشريف جامعتها الشتوية برسم سنة 2025 بمدينة إفران، بمشاركة طلاب فلسطينيين من القدس وغزة، إلى جانب طلبة مغاربة من جامعة الأخوين والمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بفاس، لتبادل الخبرات حول توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في حماية المجتمعات والمؤسسات.
الجامعة الشتوية لوكالة بيت مال القدس الشريف 2025: منصة علمية تجمع فلسطين والمغرب
رؤية الجامعة الشتوية وأهدافها
تشكل هذه الجامعة الشتوية فضاءً أكاديميًا علميًا يجمع بين المعرفة النظرية والتطبيقات العملية، بهدف تقديم مقاربات جديدة للتعامل مع التحولات الرقمية في زمن الأزمات. وتنعقد فعالياتها بشراكة مع جامعة الأخوين بإفران وكرسي الدراسات المغربية بجامعة القدس، ما يعكس عمق التعاون العلمي بين المغرب وفلسطين.
محاضرة الافتتاح: فهم التحولات الرقمية وتوازن المؤسسات
تفتتح الجامعة بمحاضرة عامة بعنوان:
"المدخل إلى فهم التقاطعات بين الانتقال التكنولوجي الحديث وأثره على توازن المؤسسات في ظل الأزمات والطوارئ".
أهداف المحاضرة:
-
تفكيك تأثيرات التكنولوجيا الحديثة على صناعة القرار.
-
تقديم تعريفات دقيقة لحدود التقنية الرقمية في تحليل الأزمات.
-
إبراز دور التكنولوجيا في تعزيز صمود المؤسسات والمجتمعات.
المحاضرة تُقدم رؤية منهجية تساعد الطلاب على فهم كيفية تأثير التطورات التقنية على المؤسسات، خاصة في السياقات المتوترة أو المتأثرة بالنزاعات.
أربع ورشات متخصصة في صميم الجامعة الشتوية
الورشة الأولى: الأمن الرقمي والذكاء الاصطناعي في تيسير التواصل أثناء الأزمات
حماية البيانات في الظروف الصعبة
تركز الورشة الأولى على أدوات الأمن الرقمي وأهمية تطوير قدرات المؤسسات في حماية المعلومات خلال الطوارئ، خصوصًا في المناطق التي تعرف اضطرابات كغزة والقدس.
الذكاء الاصطناعي كوسيلة لتسهيل الوصول إلى المعلومات
تناقش الورشة أحدث التطبيقات التي تساعد في ضمان استمرار التواصل بين المؤسسات والساكنة، مثل:
-
الأنظمة الذكية للتنبيه المبكر.
-
الأدوات التي تساعد في تحليل البيانات في الزمن الحقيقي.
-
تقنيات الحماية من الهجمات السيبرانية.
الورشة الثانية: تطوير السرديات الرقمية للهوية الثقافية الفلسطينية والمغربية
الذكاء الاصطناعي والحفاظ على الهوية
تركز الورشة الثانية على توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة السرديات الرقمية للهوية الثقافية، خصوصًا في ظل الحملات الإعلامية والتحديات الرقمية التي تواجهها فلسطين.
تعاون فلسطيني-مغربي للحفاظ على الذاكرة الرقمية
يتبادل الطلاب تجاربهم حول:
-
توثيق التراث الثقافي.
-
إنشاء محتوى رقمي يروي الحكاية الفلسطينية والمغربية بأساليب مبتكرة.
-
مواجهة التضليل الإعلامي ودعم المحتوى الثقافي الموثوق.
الورشة الثالثة: تحليل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية باستخدام الذكاء الاصطناعي
تقنيات قراءة البيانات في بيئات الأزمات
تتناول الورشة الثالثة كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية بدقة، وتوفير حلول واقعية تستند إلى نماذج بيانات معقدة.
مقارنة السياقين الفلسطيني والمغربي
يتعرف الطلاب على نماذج مقارنة بين:
-
تداعيات الأزمات الاقتصادية في المغرب.
-
تأثير الحصار والظروف السياسية على الاقتصاد والمجتمع الفلسطيني.
الورشة الرابعة: إدارة التراث الثقافي باستخدام الذكاء الاصطناعي
ورشة تطبيقية لحماية تراث القدس
تُعد الورشة الرابعة الأكثر تطبيقًا، حيث يتم تدريب الطلاب على تطوير برمجيات وأدوات رقمية لتحليل البيانات التراثية والمعمارية بهدف حماية تراث القدس.
الاستفادة من التجربة المغربية
يتم الاستئناس بتجارب المغرب الناجحة في:
-
إعادة الاعتبار للمباني التاريخية.
-
تطوير نظم رقمية لتوثيق التراث.
-
حماية المعالم من الاندثار خلال فترات الطوارئ.
أهمية الجامعة الشتوية: تعزيز القدرات الرقمية وحماية الأجيال الجديدة
تسعى الجامعة الشتوية إلى:
-
دعم القدرات الرقمية للطلاب.
-
تعزيز وعي المجتمع بمخاطر الأمن السيبراني.
-
تكوين جيل قادر على تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للتعامل مع الأزمات.
-
تقديم حلول عملية لتدبير الطوارئ الرقمية في المؤسسات.
كما تهدف الجامعة إلى ترسيخ ثقافة الابتكار لدى الشباب الفلسطيني والمغربي، بما يساعدهم على مواجهة تحديات الواقع الرقمي المتسارع.
