تواجه العديد من الأسر المغربية قلقًا متزايدًا بسبب انقطاع لقاح Varivax، الذي يُستخدم للوقاية من داء الحماق أو ما يعرف شعبياً بـ"بوشويكة" أو جدري الماء. هذا الانقطاع في التوريد تسبب في عدم توفر اللقاح في عيادات أطباء الأطفال لعدة أشهر، ما أثار مخاوف من انتشار المرض، خصوصًا في فترات زيادة العدوى بين الصغار. في هذا المقال، نستعرض أسباب الانقطاع، تداعياته الصحية، وأهمية اللقاح في حماية الأطفال والمجتمع من مضاعفات الحماق.

لماذا يعتبر لقاح Varivax ضرورياً للأطفال؟

مرض الحماق وتأثيره على الصغار

يُعتبر داء الحماق مرضًا فيروسيًا شديد العدوى، ينتشر بسرعة بين الأطفال، ويتسبب في ظهور طفح جلدي وحكة مزعجة، ويُعرف محليًا بـ"بوشويكة". الإصابة بهذا المرض قد تمنع الطفل من الذهاب إلى المدرسة لمدة تصل إلى 10 أيام، كما يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة في بعض الحالات.

الأشخاص الأكثر عرضة للخطر

يُعتبر الأطفال الذين يعانون من ضعف المناعة، مثل المصابين بالسرطان وخضعوا للعلاج الكيميائي، من بين الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات الحماق. كما يشكل المرض خطرًا كبيرًا على النساء الحوامل، حيث يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة للأم والجنين.

انقطاع مؤقت في توريد لقاح Varivax: الأسباب والتداعيات

انقطاع الإمدادات لمدة 4 أشهر

أفاد العديد من أطباء الأطفال بعدم توفر لقاح Varivax في العيادات الخاصة لأكثر من أربعة أشهر بسبب انقطاع الإمدادات، وهو ما أدى إلى قلق لدى الأسر من عدم تمكن أطفالهم من الحصول على الحماية اللازمة ضد الحماق.

توضيحات من الجهات الرسمية

أكد مصدر طبي مسؤول أن شركة MSD الأمريكية، الموردة للقاح، شهدت انقطاعًا مؤقتًا في التوريد، إلا أن اللقاح عاد مؤخرًا إلى المغرب وسيصبح متوفرًا في العيادات والصيدليات قريبًا، بحسب تصريحات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.

اللقاح في النظام الصحي المغربي

لقاح تكميلي وليس أساسي

أوضح البروفسور أحمد عزيز بوصفيحة، أستاذ طب الأطفال والمسؤول عن وحدة المناعة السريرية بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، أن لقاح Varivax لا يدخل ضمن الجدول الوطني للتلقيح بالمغرب، بل يعتبر لقاحًا تكميليًا يُعطى في القطاع الخاص فقط.

كيفية إعطاء اللقاح

يُعطى اللقاح للأطفال ابتداءً من عمر 12 شهرًا، ويشمل جرعتين تفصل بينهما فترة شهر لضمان حماية فعالة وكاملة من العدوى.

الوقاية والعلاج: دور اللقاح وأدوية مكافحة الفيروس

الوقاية الأفضل: التلقيح المبكر

تحرص منظمة الصحة العالمية على توصية التلقيح ضد جدري الماء كوسيلة وقائية فعالة لتجنب العدوى ومضاعفاتها، خصوصًا في الأطفال والحوامل.

العلاج عند الإصابة

في حالة الإصابة، تتوفر أدوية مضادة للفيروسات تساعد في تقليل مدة وشدة المرض، لكن الوقاية تبقى الخيار الأفضل.

مخاطر استمرار نقص اللقاح وتأثيره على الصحة العامة

انتشار العدوى بين الأطفال

قد يؤدي نقص التلقيح إلى تفشي مرض الحماق في المدارس والأوساط الاجتماعية للأطفال، مما يزيد من أعباء النظام الصحي ويعرض الأطفال لمخاطر غير ضرورية.

تزايد حالات الإصابة الخطيرة

غياب اللقاح يهدد صحة الأطفال ذوي المناعة الضعيفة، وقد يؤدي إلى مضاعفات حادة تحتاج إلى رعاية طبية مكثفة.

 ضرورة توفير لقاح Varivax لمواجهة مخاطر الحماق في المغرب

في ظل عودة لقاح Varivax إلى المغرب، يبقى من الضروري ضمان استمرارية توريده وتوفره في العيادات والصيدليات لتأمين حماية الأطفال من داء الحماق. على الأسر أن تبادر بتلقيح أطفالها فور توفر اللقاح، كما يجب على الجهات الصحية مراقبة توفر اللقاحات بشكل مستمر لتجنب أية أزمات مستقبلية. إن تعزيز التوعية بأهمية اللقاح وتيسير حصول المواطنين عليه يمثل الخطوة الأساسية لحماية الصحة العامة وتقليل خطر انتشار الأمراض المعدية بين الصغار والكبار على حد سواء.