تعتبر دار الفتاة بالجماعة الترابية ببيوكرى بإقليم اشتوكة آيت باها، من أبرز المبادرات الناجحة في مجال الدعم الاجتماعي والتربوي للفتاة القروية، إذ تلعب دورًا محوريًا في تمكين الفتيات من استكمال تعليمهن في ظروف ملائمة.
تمتد هذه المؤسسة على مساحة 2000 متر مربع، منها 850 متر مربع مغطاة، وقد جرى تجهيزها بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لتوفير بيئة تعليمية وإيوائية متكاملة. وتشمل الخدمات المقدمة الإيواء، التغذية، الدعم التربوي، والعناية الصحية، بما يسهم في تعزيز التحصيل الدراسي للفتيات المستفيدات.
وفي تصريح لها، أكدت مديرة الدار، نضال فتحي، أن هذه المؤسسة ساهمت بشكل كبير في تيسير مسار التمدرس وتحسين ظروف الفتاة القروية، مشيرة إلى أن الدار تضم 68 مستفيدة من مختلف الجماعات القروية بالإقليم، وتعمل على إدماجهن الاجتماعي والثقافي بشكل فعّال.
من جانبهن، أعربت الفتيات المستفيدات عن ارتياحهن لجودة الخدمات المقدمة، مؤكدات أن الدار خففت عنهن وعن أسرهن عبء المصاريف الدراسية، وأتاحت لهن ظروفًا ملائمة لمواصلة التعليم بنجاح.
يأتي إنشاء هذه المؤسسة في إطار تعزيز المجهودات المشتركة للسلطات المحلية ووزارة التربية الوطنية وعدد من الشركاء، لدعم تمدرس الفتيات خاصة في الجماعات ذات الكثافة السكانية المرتفعة، مثل بيوكرى والصفاء وآيت أعميرة.
وعلى صعيد الإقليم، تم إنشاء 17 مؤسسة اجتماعية تقدم خدماتها لحوالي 538 مستفيد ومستفيدة، منهم 235 فتاة، ما يعكس الاهتمام المتزايد بتحسين مؤشرات التمدرس ومكافحة الهدر المدرسي، خصوصًا في المناطق القروية والنائية.
بفضل هذه المبادرات، تسهم دار الفتاة وغيرها من المؤسسات الاجتماعية في تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، وضمان مستقبل تعليمي أفضل للجيل الصاعد، مع توفير بيئة تحفّز على النجاح الأكاديمي والاجتماعي.