افتُتِحت فعاليات الأيام العلمية إكليل بالرباط، لتشكل محطة بارزة في مسار نشر الثقافة العلمية وتبسيط المفاهيم الحديثة أمام مختلف الفئات العمرية. هذا الحدث، الذي يمتد لأربعة أيام، يعكس حرص مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين على منح الأطفال والشباب والعموم فرصة فريدة لاستكشاف عوالم البيئة، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيات المستقبل، والفلك، في إطار يجمع بين التفاعل والتجربة الحيّة.
تسعى هذه الدورة الأولى، المنظمة تحت شعار "من أجل ثقافة علمية دامجة وميسرة للجميع"، إلى جعل العلم قريبًا من المواطن، ومفهومًا، ومتاحًا، ومؤثرًا في بناء الوعي الجماعي.

فعاليات الأيام العلمية إكليل: ورشات وتجارب حيّة تقرّب العلم من الجمهور

ورشات علمية مبسطة تجمع بين التفاعل والمتعة

شهد اليوم الافتتاحي للأيام العلمية إكليل تنظيم مجموعة من الورشات التفاعلية التي استهدفت الأطفال والشباب، وتميزت بتقديم محتوى علمي مبسط يناسب مختلف مستويات الفهم.
وقد تناولت الورشات مبادئ أساسية في:

  • الطاقات المتجددة وأساليب إنتاج الطاقة النظيفة.

  • البيئة والتحديات المناخية وطرق المحافظة على التوازن البيئي.

  • الروبوتيك عبر تجارب عملية لبناء نماذج ذكية.

  • الذكاء الاصطناعي وتأثيره المتنامي على الحياة اليومية.

ولم تقتصر الأنشطة على العروض النظرية، بل شملت تجارب تطبيقية حيّة، أضفت طابعًا تفاعليًا ساهم في تعزيز فضول الأطفال ورفع مستوى استيعابهم.

مشاركة الأندية العلمية الجامعية وعرض مشاريع مبتكرة

أحد أبرز محطات اليوم الافتتاحي تمثلت في استضافة أندية علمية من عدد من الجامعات المغربية، حيث قدم الطلبة مشاريع مبتكرة في مجالات التكنولوجيا والبيئة والابتكار الهندسي.
وقد أتاح هذا الفضاء للزوار فرصة الاطلاع على أفكار شابة تجسد الوعي العلمي المتنامي داخل المؤسسات الجامعية، كما منح الطلبة منصة للتعبير عن مهاراتهم بصيغ تطبيقية.

جلسة علمية حول حماية البيئة ومكافحة الاحتباس الحراري

ضمن برنامج الفعالية، نظمت جلسة علمية مهمة تحت عنوان "حماية البيئة.. رافعة لمكافحة الاحتباس الحراري"، قدمتها أستاذات متخصصات في العلوم، واستعرضت خلالها:

  • أهمية الحفاظ على البيئة.

  • التحديات المتصلة بالتغيرات المناخية.

  • دور الفرد والمجتمع في تعزيز الوعي البيئي.

  • كيفية توجيه السلوك اليومي نحو ممارسات صديقة للبيئة.

وقد تميّزت الجلسة بأسلوب مبسط وشرح مستفيض جعل المعلومة متاحة للجميع، سواء للأطفال أو الكبار.

قراءة في تصريحات المشرفين والخبراء

كوثر الحساني: نشر الثقافة العلمية هدف استراتيجي لشبكة مراكز إكليل

في تصريح لمديرة المركز الثقافي إكليل-الرباط، كوثر الحساني، أكدت أن تنظيم الأيام العلمية إكليل ينسجم مع الرؤية الاستراتيجية لشبكة المراكز الثقافية "إكليل"، التي تهدف إلى توسيع قاعدة المستفيدين من الأنشطة العلمية والتربوية وضمان الولوج العادل للثقافة.
كما أشارت الحساني إلى النجاح الكبير الذي حققته ورشة علم الفلك، التي تضمنت عرضًا لنماذج من النيازك ورصدًا مباشرًا للقمر بواسطة التلسكوب، مما أثار اهتمامًا واسعًا لدى الأطفال والكبار.

أمينة أوزاويت: المعرفة العلمية حق مشترك وليست حكرًا على المتخصصين

من جهتها، أكدت الأستاذة الجامعية أمينة أوزاويت، أن هذا الحدث يسعى إلى تبسيط المفاهيم العلمية وتقريبها من الجمهور، باعتبار أن العلم ملك للجميع وليس مقتصرًا على الطلبة الباحثين.
وأضافت أنها حرصت على تقديم شروحات حول التوازن البيئي والطاقات المتجددة بأسلوب مبسط، يُمكّن الحضور من فهم هذه المفاهيم المعقدة بطريقة سلسة وممتعة.

علم الفلك في قلب الاهتمام: عرض النيازك ورصد القمر

كان لعلم الفلك نصيب وافر من الاهتمام خلال هذه الدورة، حيث أُقيمت ورشة غنية بالأنشطة، أبرزها:

  • عرض عينات من النيازك.

  • تقديم شروحات حول أصلها ومساراتها.

  • تنظيم حصص للرصد المباشر للقمر باستخدام التلسكوب.

وقد شكلت هذه التجربة لحظة تعليمية ممتعة للأطفال الذين عاشوا لأول مرة تجربة التحديق في السماء عبر عدسة علمية متخصصة.

برنامج متنوع يستمر أربعة أيام

تمتد فعاليات الأيام العلمية إكليل على مدى أربعة أيام، وتشمل:

  • محاضرات علمية موجهة للجمهور.

  • عروض تطبيقية وتجارب حية.

  • ورشات علمية في الذكاء الاصطناعي والروبوتيك والبيئة والفلك.

  • مساحة لعرض مشاريع طلابية مبتكرة.

ويُختتم البرنامج يوم السبت بحفل علمي كبير يضم عروضًا تفاعلية ومشاهد مسرحية علمية من أداء تلامذة ثانوية إبراهيم الروداني بالرباط، مما يعكس كفاءة الجيل الجديد وقدرته على تبسيط العلوم بأساليب مبتكرة.

الأيام العلمية إكليل: خطوة نحو مجتمع يعانق المعرفة

يمثل تنظيم الأيام العلمية إكليل بالرباط خطوة مهمة نحو تعزيز الثقافة العلمية في المغرب. فالحدث لم يقتصر على تقديم معلومات علمية فحسب، بل كان فرصة لتعزيز التفكير النقدي، تقوية حب الاستكشاف لدى الأطفال، وتشجيع الأجيال الصاعدة على اختيار مسارات علمية وتكنولوجية تلائم التحولات المستقبلية.

إنها فعالية تُبرهِن أن تبسيط العلوم ليس مجرد ترف ثقافي، بل ضرورة تربوية وتنموية تستجيب لحاجيات مجتمع يسير بخطى متسارعة نحو عصر الابتكار والمعرفة.