يواصل المنتخب الوطني الرديف كتابة فصول جديدة من التألق العربي، بعدما حقق إنجازًا لافتًا بتأهله إلى نهائي كأس العرب، عقب فوزه المستحق على المنتخب الإماراتي بثلاثة أهداف دون رد، في مباراة أكدت علو كعب العناصر الوطنية وجاهزيتها للمنافسة على اللقب. هذا التأهل لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة عمل تكتيكي محكم، وانضباط جماعي، وروح قتالية عالية عكست طموح المنتخب الوطني الرديف في اعتلاء منصة التتويج وإسعاد الجماهير المغربية.
تفوق مغربي واضح منذ صافرة البداية
دخل المنتخب الوطني الرديف مباراة نصف النهائي أمام الإمارات بعزيمة واضحة على حسم اللقاء، حيث بسط سيطرته على مجريات اللعب منذ الدقائق الأولى، معتمدًا على الاستحواذ الإيجابي والضغط العالي لإرباك دفاع الخصم. وأظهر اللاعبون انسجامًا كبيرًا في التحركات الجماعية، سواء على مستوى خط الوسط أو في التحولات الهجومية السريعة، ما جعل المنتخب الإماراتي يجد صعوبة كبيرة في مجاراة الإيقاع المغربي.
النهج التكتيكي الذي اعتمده الطاقم التقني ساهم في إغلاق المساحات أمام مفاتيح لعب الخصم، مقابل منح الحرية للعناصر الهجومية الوطنية لصناعة الفرص وتهديد مرمى الإمارات بشكل متواصل، وهو ما انعكس على النتيجة النهائية للمباراة.
كريم البركاوي يفتتح التسجيل ويؤكد الفعالية الهجومية
جاء الهدف الأول للمنتخب الوطني الرديف في الدقيقة 29 عن طريق المهاجم كريم البركاوي، الذي استثمر تمريرة محكمة داخل منطقة الجزاء ليضع الكرة في الشباك بثقة كبيرة. هذا الهدف منح اللاعبين دفعة معنوية قوية، وكرّس التفوق المغربي في الشوط الأول، كما عكس الجاهزية البدنية والذهنية للبركاوي الذي تحرك بذكاء بين المدافعين واستغل أنصاف الفرص بأفضل طريقة.
هدف التقدم لم يغير من أسلوب لعب المنتخب الوطني الرديف، بل زاد من تركيزه، حيث واصل الضغط والتحكم في نسق المباراة، مع اعتماد التوازن بين الدفاع والهجوم لتفادي أي ردة فعل مفاجئة من المنتخب الإماراتي.
أشرف المهديوي يعزز التقدم ويؤمن النتيجة
مع اقتراب المباراة من نهايتها، واصل المنتخب الوطني الرديف بحثه عن هدف ثانٍ يقتل آمال الخصم، وهو ما تحقق في الدقيقة 84 عبر اللاعب أشرف المهديوي، الذي سجل هدفًا رائعًا أكد به التفوق المغربي. هذا الهدف جاء نتيجة عمل جماعي منظم، أبرز قدرة المنتخب على الحفاظ على تركيزه إلى غاية الدقائق الأخيرة من اللقاء.
هدف المهديوي لم يكن فقط إضافة رقمية للنتيجة، بل رسالة واضحة مفادها أن المنتخب الوطني الرديف يمتلك حلولًا متعددة للتسجيل، سواء عبر الكرات الثابتة أو الهجمات المنظمة، وهو عنصر مهم في مثل هذه المنافسات القارية.
عبد الرزاق حمد الله يختتم الثلاثية بخبرة الكبار
في الدقيقة 90، وضع عبد الرزاق حمد الله بصمته على المباراة بتسجيله الهدف الثالث، مستغلًا خبرته الكبيرة وحسه التهديفي العالي. هذا الهدف جاء ليؤكد السيطرة المطلقة للمنتخب الوطني الرديف، ويقضي نهائيًا على أي أمل إماراتي في العودة خلال الوقت بدل الضائع.
حمد الله، الذي يشكل قيمة مضافة كبيرة للمنتخب، أثبت مرة أخرى أنه لاعب حاسم في المواعيد الكبرى، حيث ساهم حضوره في تعزيز الثقة داخل المجموعة ومنحها نفسًا تنافسيًا قويًا في طريقها نحو النهائي.
أداء جماعي يعكس قوة المجموعة
ما ميز مباراة نصف النهائي هو الأداء الجماعي المنظم للمنتخب الوطني الرديف، حيث برز الانضباط التكتيكي والتفاهم الكبير بين خطوط اللعب. خط الدفاع أظهر صلابة واضحة في التعامل مع الهجمات الإماراتية، فيما لعب خط الوسط دورًا محوريًا في الربط بين الدفاع والهجوم وفرض السيطرة على إيقاع المباراة.
هذا الأداء يعكس العمل المتواصل الذي يقوم به الطاقم التقني، والذي نجح في خلق توليفة متجانسة من اللاعبين تجمع بين الخبرة والطموح، وهو ما يجعل المنتخب الوطني الرديف مرشحًا بقوة للذهاب بعيدًا في البطولة.
طريق المنتخب الوطني الرديف نحو النهائي
تأهل المنتخب الوطني الرديف إلى نهائي كأس العرب لم يكن سهلًا، بل جاء بعد مشوار حافل بالمباريات القوية، أظهر خلالها المنتخب شخصية تنافسية عالية. ففي كل مباراة، كان اللاعبون يبرهنون على قدرتهم على التأقلم مع مختلف السيناريوهات، سواء عند التقدم في النتيجة أو عند البحث عن العودة.
هذا المشوار الناجح يعكس تطور الكرة الوطنية على مستوى المنتخبات، ويؤكد أن الرديف يشكل خزانًا حقيقيًا للمواهب القادرة على تمثيل المنتخب الأول مستقبلًا.
مواجهة منتظرة في النهائي على ملعب لوسيل
من المنتظر أن يخوض المنتخب الوطني الرديف المباراة النهائية يوم الخميس المقبل على أرضية ملعب لوسيل، حيث سيواجه الفائز من مباراة السعودية والأردن. وتعد هذه المواجهة اختبارًا حقيقيًا لمدى جاهزية العناصر الوطنية للتتويج باللقب، خاصة أمام منافس لا يخلو من القوة والخبرة.
الجماهير المغربية تترقب هذا النهائي بشغف كبير، آملة أن يواصل المنتخب الوطني الرديف عروضه القوية ويعود بالكأس، في إنجاز جديد يضاف إلى سجل الكرة المغربية على الصعيد العربي.
دعم جماهيري وطموح للتتويج
يحظى المنتخب الوطني الرديف بدعم جماهيري وإعلامي واسع، سواء من داخل المغرب أو من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وهو ما يشكل حافزًا إضافيًا للاعبين لتقديم أفضل ما لديهم في المباراة النهائية. هذا الدعم يعكس الثقة الكبيرة في قدرة المنتخب على تحقيق اللقب وإسعاد الجماهير.
الطموح داخل المجموعة لا يقتصر على بلوغ النهائي فقط، بل يتعداه إلى التتويج بالكأس، خاصة في ظل الإمكانيات التقنية والبدنية التي أظهرها اللاعبون طيلة البطولة.
بتأهله إلى نهائي كأس العرب، يؤكد المنتخب الوطني الرديف أنه مشروع منتخب قوي وقادر على المنافسة، بفضل الانضباط، والعمل الجماعي، والتوظيف الجيد للخبرات داخل المجموعة. الفوز على الإمارات بثلاثية نظيفة لم يكن مجرد نتيجة عابرة، بل رسالة قوية لكل المنافسين بأن المنتخب الوطني الرديف عازم على كتابة اسمه بأحرف من ذهب في هذه البطولة، والعودة بالكأس إلى المغرب.