انطلقت يوم السبت 6 دجنبر 2025 بمدينة مراكش فعاليات الدورة الأولى لمهرجان القهوة والشاي Marrakech Coffee & Tea Festival 2025، الذي يُعد من أكبر التظاهرات المتخصصة في القارة الإفريقية، ويستمر حتى 8 دجنبر. هذا الحدث الفريد من نوعه، يجمع ما يفوق 400 عارض من المغرب ومن مختلف دول العالم، إضافة إلى حضور مكثف من الزوار الذين يُقدر عددهم بأكثر من 30 ألف زائر خلال الأيام الثلاثة للمهرجان.

يشكل مهرجان القهوة والشاي منصة دولية متكاملة للتعرف على أحدث الابتكارات والمنتجات في مجال القهوة والشاي، كما يهدف إلى خلق فرص حقيقية للتبادل التجاري والثقافي بين المشاركين من مختلف القارات. وفي هذا المقال، نستعرض أهم ملامح المهرجان، أهدافه، برامجه، ودوره في تعزيز الاقتصاد الوطني والعلاقات الدولية.

مهرجان القهوة والشاي: نافذة للمنتجات الوطنية وتعزيز التعاون الدولي

أكد وزير التجهيز والماء نزار بركة أن المهرجان يهدف إلى التعريف بالمنتجات الوطنية، وتقوية العلاقات الثنائية مع بلدان أمريكا اللاتينية والدول الإفريقية، إلى جانب دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. وأضاف أن التظاهرة تُمثل فرصة للمقاولات المغربية لتوسيع نطاق أعمالها دوليًا، مع التأكيد على أهمية النجاعة المائية لضمان الاستدامة في مجالي الإنتاج والاستهلاك.

هذه الأهداف تعكس توجه المغرب نحو تعزيز مكانته كلاعب رئيسي في الأسواق العالمية للقهوة والشاي، وتسخير هذا القطاع الحيوي لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.

برامج متنوعة لإثراء تجربة الزوار والعارضين

يتميز مهرجان Marrakech Coffee & Tea Festival 2025 ببرنامج غني ومتنوع يشمل لقاءات وندوات وورشات تكوينية و"ماستر كلاس" (Master Class)، بإشراف أكثر من 100 خبير دولي في مجال القهوة والشاي. هذه الفعاليات التعليمية والتدريبية تتيح للمشاركين الاطلاع على أحدث التقنيات والأساليب في زراعة، تحميص، وتقديم القهوة والشاي.

بالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم مسابقة “Moroccan Coffee & Tea Masters” التي تستقطب ألمع المواهب الوطنية والدولية، وتُعتبر منصة هامة لعرض مهارات المحترفين وتبادل الخبرات، مما يرفع من مستوى الجودة والابتكار في القطاع.

رواندا ضيف شرف الدورة الأولى: تعزيز التعاون الإفريقي

اختيرت دولة رواندا كضيف شرف لهذه الدورة، مما يعكس توجه المهرجان نحو تعزيز التعاون والتبادل بين الدول الإفريقية في مجال إنتاج وتجارة القهوة والشاي. رواندا، المعروفة بجودة إنتاجها من القهوة، استعرضت خلال المهرجان إمكانياتها وفرص الاستثمار، لتشجيع الشراكات الاقتصادية بين المنتجين والجهات الفاعلة في هذا المجال.

هذا الحضور الإفريقي المتميز يعزز الدور القاري للمهرجان ويُسهم في خلق شبكة علاقات قوية تدعم تنمية القطاع على مستوى القارة.

تفاعل وإيجابية من العارضين والزوار: منصة لا غنى عنها

أعرب عدد من العارضين في تصريحات لـSNRTnews عن سعادتهم بالمشاركة في الدورة الأولى، معتبرين أن المهرجان يشكل فرصة ذهبية للترويج لمنتجاتهم على نطاق واسع، وكذلك لتبادل الخبرات مع مهنيين دوليين في القطاع. هذه الفرصة تساعدهم على الاطلاع على أحدث الاتجاهات، وفتح أسواق جديدة لمنتجاتهم، مما يعزز تنافسيتهم ويزيد من فرص النمو.

ومن جانبهم، عبّر الزوار عن إعجابهم بالتنوع والثراء الذي يميز المهرجان، مؤكدين أنه يتيح لهم تجربة فريدة تجمع بين الثقافة، المعرفة، والتسلية.

دور المهرجان في دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني

لا يقتصر مهرجان القهوة والشاي على الجانب التجاري فحسب، بل يُسلط الضوء أيضًا على الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. من خلال دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة العاملة في هذا القطاع، يسهم المهرجان في خلق فرص عمل جديدة وتحسين ظروف الإنتاج، خصوصًا في المناطق الريفية التي تعتمد على زراعة القهوة والشاي.

هذا التوجه ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة ويعزز العدالة الاقتصادية والاجتماعية في المغرب والدول الشريكة.

النجاعة المائية: ركيزة أساسية للاستدامة في الإنتاج والاستهلاك

أكد وزير التجهيز والماء نزار بركة على أهمية النجاعة المائية كركيزة لتحقيق استدامة في إنتاج واستهلاك القهوة والشاي. ويأتي هذا التوجه في ظل التحديات المناخية التي تواجهها منطقة المغرب وإفريقيا، حيث يلزم اعتماد تقنيات وأساليب زراعية تحافظ على الموارد المائية وتقلل من الهدر.

تسليط الضوء على هذا الموضوع في المهرجان يشجع على البحث والابتكار في مجالات الري والتقنيات الزراعية الحديثة، مما يدعم استدامة القطاع على المدى الطويل.

 مهرجان Marrakech Coffee & Tea Festival 2025، بوابة مستقبل واعد

تمثل الدورة الأولى من مهرجان القهوة والشاي بمراكش نقطة انطلاق قوية لمهرجان سنوي يُتوقع له أن ينمو ويصبح وجهة لا غنى عنها للمختصين ومحبي القهوة والشاي من جميع أنحاء العالم. بفضل التنوع الكبير في البرامج، الجودة العالية للعارضين، والدعم الحكومي، يسير المهرجان بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانته العالمية.

هذه التظاهرة تعكس روح الابتكار والتعاون، وتضع المغرب في قلب الأحداث القارية والدولية المتعلقة بقطاع القهوة والشاي، مع تعزيز القيم الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.