شهد استاد أحمد بن علي المونديالي في قطر، يوم السبت، مباراة قوية بين المنتخب الأردني ونظيره الكويتي في إطار الجولة الثانية من دور المجموعات لكأس العرب لكرة القدم 2025. نجح المنتخب الأردني، المعروف باسم "النشامى"، في تحقيق فوز مستحق بنتيجة 3-1، ليرفع رصيده إلى ست نقاط في صدارة المجموعة الثالثة، مؤكداً بذلك تقدمه إلى ربع النهائي. جاء هذا الانتصار بعد فوزه السابق على الإمارات 2-1 في الجولة الافتتاحية، مما يعكس قوة وإصرار المنتخب الأردني في هذه البطولة التي تجمع أبرز المنتخبات العربية.

تفاصيل مباراة الأردن والكويت: الأداء والنتائج

بدأت المباراة بحذر نسبي من المنتخبين، لكن الأردن سرعان ما فرض أسلوبه الهجومي. تمكن مهند أبو طه من تسجيل الهدف الأول بتسديدة رائعة من مسافة نحو 35 متراً في الدقيقة 17، ما أربك دفاع الكويت وأشعل حماس الجماهير الأردنية. استمر ضغط "النشامى" وسط محاولات متكررة للتسجيل، حيث كان سعد الروسان هو من أضاف الهدف الثاني بعد انطلاقة مميزة في الدقيقة 49 من عمر المباراة.

على الجانب الآخر، بدا المنتخب الكويتي عاجزًا عن بناء هجمات منظمة في الشوط الأول، مع اعتماد واضح على الدفاع والتكتل في نصف ملعبه. لكن مع بداية الشوط الثاني، بدأ الفريق الكويتي يتقدم أكثر نحو مرمى الأردن، وتمكن يوسف ناصر من تقليص الفارق بهدف رأسية في الدقيقة 84، مما أعاد الأمل إلى صفوف "الأزرق".

في الدقائق الأخيرة، رغم محاولات الكويت المكثفة لتعديل النتيجة، شهد اللقاء ضربة جزاء لصالح الأردن في الدقيقة 90+7 نفذها علي علوان بنجاح، لتُسجل الهدف الثالث وتنهي آمال الكويت في العودة بالمباراة.

النشامى الأردني.. قوة عربية صاعدة على طريق كأس العالم

يأتي هذا الفوز في سياق استعدادات المنتخب الأردني لخوض نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، والمقررة في صيف 2026 في أمريكا الشمالية. الأردن، الذي يحتل المركز الثاني في آسيا، يواصل تألقه على الساحة العربية بعد ظهوره القوي في كأس آسيا والتصفيات العالمية. تصدر المجموعة الثالثة برصيد ست نقاط وضعه في موقع قوي للتأهل إلى الأدوار النهائية لكأس العرب، مما يعكس جاهزية الفريق وامتلاك عناصر مميزة قادرة على المنافسة.

قرعة كأس العالم أوقعت الأردن في مجموعة صعبة تضم الأرجنتين بطلة العالم، والجزائر، والنمسا، مما يزيد من حدة التحدي لكن أيضاً يعزز من فرص اكتساب الخبرات العالمية للاعبين الأردنيين.

مواجهات أخرى في كأس العرب وأبرز النتائج

ضمن المجموعة الثانية، كانت السعودية أول المتأهلين إلى ربع النهائي بعد فوزهم على جزر القمر 3-1، مما أكد استمرارية الأخضر السعودي في تحقيق النتائج الإيجابية في البطولات العربية. أما في المجموعة الرابعة، فتنتظر الجماهير لقاءات حاسمة بين البحرين والجزائر، والسودان والعراق، حيث تتنافس المنتخبات على حجز بطاقات التأهل إلى المرحلة التالية.

تحليلات فنية لأداء المنتخب الأردني

تميز أداء الأردن في المباراة بالتماسك الدفاعي والانضباط التكتيكي، إلى جانب القدرة على استغلال الفرص بشكل فعال. يزن النعيمات برز كلاعب محوري في صناعة اللعب، حيث كان له دور بارز في تحريك الكرة وتهيئة الهجمات، بالإضافة إلى مهاراته في التسديد والتسليم السريع. كذلك أظهر مهند أبو طه مستوى رائعًا، خاصة في الهدف الأول الذي سجله بتسديدة قوية ومباشرة عكست خبرته وتركيزه.

الدفاع الأردني كان منظماً، بقيادة عبدالله نصيب وسعد الروسان، الذين نجحوا في الحد من فرص المهاجمين الكويتيين طوال المباراة. الحارس يزيد أبو ليلى قدم أداءً مميزًا، حيث تصدى لعدة فرص خطيرة، أبرزها محاولة ناصر لإدراك التعادل قبل ركلة الجزاء الأخيرة.

الدروس المستفادة والتوقعات القادمة

مع استمرار تصدر الأردن للمجموعة، يتوقع أن يواجه منافسة شديدة في الدور المقبل، حيث ستزداد صعوبة المنافسات ويحتاج الفريق إلى رفع مستواه والحفاظ على التركيز الذهني والبدني. الفوز على منتخب مثل الكويت يعزز ثقة اللاعبين والجهاز الفني، ويزيد من حماس الجماهير الأردنية التي تتابع البطولة عن كثب.

بالنسبة للكويت، تبقى المباراة فرصة للتعلم وتصحيح الأخطاء، خصوصاً على مستوى البناء الهجومي وتنظيم الدفاع، إذا ما أراد "الأزرق" المنافسة بجدية في اللقاءات القادمة.

تأهل الأردن إلى ربع نهائي كأس العرب بعد فوزه على الكويت بثلاثة أهداف مقابل هدف، ما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق إنجازات عربية وعالمية. النشامى أثبتوا أنهم قوة صاعدة على الساحة الكروية، ويمثلون بصمة وطنية رياضية على مستوى المنطقة. مع اقتراب موعد كأس العالم، يبقى الأردن على موعد مع تحديات جديدة تتطلب تكاتف الجميع بين لاعبين، مدربين، وجماهير لتحقيق المزيد من النجاحات.