في سياق تعزيز الأمن الحضري وتطوير البنية التحتية للسلامة العامة، شهدت المدينة الحمراء حدثًا مهمًا تمثل في افتتاح قاعة حديثة للمراقبة والتحكم بالكاميرات داخل المنطقة الأمنية للمدينة العتيقة بمراكش. ويأتي هذا المشروع انعكاسًا لاستراتيجية متكاملة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لضمان أمن المواطنين والزوار وتحسين التدخلات الأمنية في مختلف الفضاءات الحيوية.

قاعة مراقبة متطورة داخل فرقة الشرطة السياحية

تم افتتاح القاعة الجديدة يوم الثلاثاء 02 دجنبر بمقر فرقة الشرطة السياحية التابعة للمنطقة الأمنية للمدينة العتيقة، بحضور والي أمن مراكش محمد امشيشو، إلى جانب عدد من المسؤولين الأمنيين. وتعد هذه القاعة مركزًا متقدمًا لرصد وتتبع كل الأنشطة داخل المدينة العتيقة، بفضل تجهيزات رقمية حديثة تم تخصيصها لضمان مراقبة دقيقة وحينية.

القاعة صُممت لتشمل تغطية شاملة لمجموعة من المناطق الحيوية، من بينها المداخل والمخارج، الساحات، الميادين، والمواقع التاريخية التي تشهد توافدًا كبيرًا للسياح. وتتيح هذه البنية التكنولوجيا الجديدة إمكانية التدخل السريع في الحالات المستعجلة، مما يعزز الإحساس بالأمن لدى مختلف رواد المدينة.

رؤية أمنية استراتيجية لتعزيز السلامة العامة

أوضح عبد اللطيف كرداد، قائد الأمن الإقليمي ورئيس قيادة الهيئات الحضرية بولاية أمن مراكش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن افتتاح هذه القاعة يأتي في إطار توسيع منظومة المراقبة بالكاميرات داخل المدينة العتيقة. وأضاف أن هذا المشروع يعتبر خطوة مهمة في تحقيق تغطية كاملة للمناطق الحساسة، خاصة في ظل الإقبال المتزايد للزوار والسياح على المدينة الحمراء.

وأكد المسؤول الأمني أن اعتماد تقنيات المراقبة الحديثة سيساهم في الرفع من كفاءة التدخلات الأمنية، وضمان مراقبة دائمة للفضاءات الحيوية، إضافة إلى تعزيز آليات الاستجابة الفورية لأي حادث محتمل.

تجهيزات متقدمة لرصد وتحديد الأهداف بكفاءة عالية

تتوفر القاعة على منظومة مراقبة تضم 262 كاميرا موزعة بشكل استراتيجي عبر مختلف محاور المدينة العتيقة. وتشمل هذه المنظومة:

  • 176 كاميرا ثابتة لمراقبة الممرات والمناطق ذات الحركة المستمرة

  • 23 كاميرا متحركة بزاوية 360 درجة لمتابعة الأنشطة في محيط واسع

  • 45 كاميرا للتعرف على الوجوه اعتمادًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي

  • 18 كاميرا خاصة بقراءة لوحات المركبات لرصد حركة السيارات والدراجات

هذه المعدات تم تركيبها بناء على خطة تقنية دقيقة أعدها خبراء المصالح المركزية بولاية أمن مراكش، بهدف ضمان أقصى درجات الفعالية في الرصد والتتبع.

تكوين متخصص وفضاءات مجهزة لإدارة الأزمات

إضافة إلى التجهيزات التقنية، خضعت الأطقم العاملة داخل القاعة لتكوينات متخصصة في تشغيل الأنظمة الذكية، قراءة البيانات المرئية، وتحليل المعلومات بهدف ضمان سرعة الاستجابة. كما تتوفر القاعة على مرافق موازية، من بينها:

  • قاعة الاجتماعات لإدارة الحالات الطارئة

  • فضاءات للعمل الجماعي

  • نظام اتصال داخلي وخارجي متطور

هذه المرافق تُسهِم في رفع كفاءة اتخاذ القرار، وتعزيز التنسيق بين مختلف الفرق الأمنية، خاصة في الفترات التي تشهد نشاطًا مكثفًا داخل المدينة العتيقة.

تكنولوجيا حديثة لخدمة الأمن والاستقرار الحضري

يمثل هذا المشروع رؤية متقدمة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لتعزيز الأمن الحضري، حيث تلعب الكاميرات الذكية دورًا مهمًا في:

  • رصد التحركات في الوقت الحقيقي

  • الكشف عن السلوكيات المشبوهة

  • تتبع حالات الطوارئ

  • تقديم الأدلة البصرية عند الحاجة

  • ضمان حضور أمني غير مرئي، لكنه فعال

هذا التحول يعكس توجه السلطات الأمنية نحو استعمال الرقمنة والأنظمة الذكية لضمان حماية أفضل للساكنة والزوار.

مراكش تعزز مكانتها كمدينة آمنة للسياحة العالمية

تُعَد المدينة العتيقة بمراكش واحدة من أكثر المواقع استقطابًا للسياح، الأمر الذي يفرض الحاجة إلى منظومة أمنية قوية وفعالة. ويمثل افتتاح القاعة الجديدة مرحلة مهمة في تعزيز ثقة السياح والزوار، وضمان بيئة آمنة داخل الأزقة والأسواق والمواقع التاريخية.

كما يعكس هذا المشروع إرادة واضحة لتطوير الأمن الذكي، والاستثمار في حلول حديثة قادرة على التعامل مع التحديات المتزايدة التي تفرضها الحركة السياحية المكثفة.

يأتي افتتاح قاعة المراقبة والتحكم بالكاميرات بمدينة مراكش ليؤكد التزام السلطات الأمنية بتعزيز الأمن الحضري، واعتماد التكنولوجيا الحديثة كوسيلة فعالة لضمان مراقبة مستمرة ودقيقة لمختلف فضاءات المدينة العتيقة. بفضل تجهيزات ذكية، أطقم مكوّنة، وغرفة عمليات متطورة، تواصل مراكش ترسيخ مكانتها كمدينة آمنة ومتطورة، تجمع بين أصالة التاريخ وحداثة الرقمنة في خدمة سلامة المواطنين والزوار.