مع اقتراب موعد قرعة كأس العالم 2026، يترقب الجمهور المغربي الحدث العالمي الذي سيحدد مسار “أسود الأطلس” في المونديال المرتقب تنظيمه بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك. مساء الجمعة 5 دجنبر 2025، ستتجه الأنظار إلى العاصمة واشنطن حيث ستجرى مراسيم سحب القرعة، في لحظة ينتظرها اللاعبون والجماهير وكل المتتبعين نظراً لأهميتها في رسم ملامح الرحلة المونديالية التي ينتظرها العالم بشغف.
المغرب في الوعاء الثاني: مؤشر على القوة والتطور
يتواجد المنتخب المغربي في الوعاء الثاني، وهو ما يعكس قيمة “أسود الأطلس” في تصنيف الفيفا العالمي، ووضعهم إلى جانب منتخبات قوية مثل كرواتيا، كولومبيا، أوروغواي، سويسرا، اليابان، السنغال، إيران، جمهورية كوريا، الإكوادور، النمسا، وأستراليا.
هذا التواجد يمنح المغرب فرصة لتفادي بعض القوى الكبرى في الدور الأول، لكنه يفتح المجال أيضاً لمواجهات قوية مع منتخبات المستوى الأول، ما يجعل القرعة محطة استراتيجية في تحديد مدى صعوبة الطريق نحو الأدوار الإقصائية.
تفاصيل مراسم قرعة مونديال 2026 في واشنطن
ستقام مراسم القرعة في مركز جون ف. كينيدي للفنون المسرحية، أحد أبرز المعالم الثقافية في العاصمة الأمريكية. الحدث سيعرف حضور مدربي المنتخبات المتأهلة ومسؤولي الاتحادات الوطنية، إضافة إلى ممثلي المنتخبات التي لا تزال تتنافس على المقاعد الأخيرة المؤهلة.
ووفق الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، تمثل هذه القرعة "مرحلة حاسمة" في مسار المونديال، إذ سينطلق بعدها الإعداد النهائي للمنتخبات وفق برنامج دقيق يعتمد على هوية المنافسين ومواعيد المباريات.
نظام الأوعية: معايير تحدد ملامح المنافسة
يعتمد "فيفا" على تصنيف نوفمبر 2025 لتوزيع المنتخبات بين أربعة أوعية. ويتم وضع المنتخبات المستضيفة—كندا، المكسيك، الولايات المتحدة الأمريكية—تلقائياً في الوعاء الأول.
هذا النظام يهدف إلى تحقيق توازن في توزيع المنتخبات، وضمان عدم وقوع فرق من نفس المنطقة الجغرافية سوياً قدر الإمكان، ما يمنح القرعة طابعاً تكتيكياً يرقبه المدربون باهتمام كبير.
الأوعية النهائية لقرعة كأس العالم 2026
الوعاء 1
كندا، المكسيك، الولايات المتحدة الأمريكية، إسبانيا، الأرجنتين، فرنسا، إنجلترا، البرازيل، البرتغال، هولندا، بلجيكا، ألمانيا.
الوعاء 2
كرواتيا، المغرب، كولومبيا، أوروغواي، سويسرا، اليابان، السنغال، إيران، جمهورية كوريا، الإكوادور، النمسا، أستراليا.
الوعاء 3
النرويج، بنما، مصر، الجزائر، اسكتلندا، باراغواي، تونس، ساحل العاج، أوزبكستان، قطر، السعودية، جنوب إفريقيا.
الوعاء 4
الأردن، الرأس الأخضر، غانا، كوراساو، هايتي، نيوزيلندا، أربعة منتخبات من الملحق الأوروبي، ومنتخبان من الملحق العالمي.
ما الذي ينتظر المغرب في مونديال 2026؟
باعتبار المغرب أحد أبرز المنتخبات الإفريقية في السنوات الأخيرة، يترقب محللو الكرة العالمية أداءً قوياً للأسود في المونديال المقبل.
المنتخب الذي خطف الأنظار في مونديال 2022 في قطر بوصوله إلى نصف النهائي، أصبح يُنظر إليه كقوة صاعدة قادرة على مقارعة كبار القارة والعالم.
أهمية القرعة في رسم الطريق
تحدد قرعة كأس العالم عادةً مدى صعوبة مشوار أي منتخب. وبالنسبة للمغرب، فإن مواجهة منتخب كبير من الوعاء الأول أمر شبه محسوم، إلا أن طبيعة المنتخبين الآخرين في المجموعة ستكون مفتاح التأهل.
قد يجد الأسود أنفسهم في مجموعة صعبة تضم منتخبات من أمريكا الجنوبية أو أوروبا، أو مجموعة متوازنة تتيح لهم لعب الأدوار الأولى بثقة.
واشنطن تستضيف حدثاً عالمياً بامتياز
اختيار العاصمة الأمريكية واشنطن لاحتضان مراسم القرعة يعكس رمزية المونديال المشترك، الذي يمتد لأول مرة في التاريخ بين ثلاث دول: الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، والمكسيك.
كما يعكس هذا الاختيار رغبة “فيفا” في إبراز الطابع الثقافي والإبداعي الذي يميز واشنطن عبر مركز “جون ف. كينيدي للفنون المسرحية”، الذي يجمع بين الحداثة والتراث الفني.
استعدادات المغرب: بين الطموح والواقعية
يدرك الناخب الوطني أن القرعة مجرد خطوة أولى في طريق طويل. فنجاح المنتخب المغربي في منافسات كأس العالم 2026 لا يعتمد فقط على هوية الخصوم، بل على جودة التحضير، جاهزية اللاعبين، والانسجام بين العناصر الأساسية.
من المرتقب أن يبرمج المنتخب المغربي سلسلة من المباريات الودية رفيعة المستوى بعد القرعة، بهدف الوصول إلى أعلى مستويات الأداء قبل موعد البطولة.
مونديال 2026: نسخة تاريخية بامتياز
سيكون كأس العالم 2026 الأكبر في التاريخ، بمشاركة 48 منتخباً بدل 32، واعتماد نظام جديد للمجموعات والمرور إلى الأدوار الإقصائية.
هذا التغيير يمنح فرصاً أكبر للمنتخبات المتوسطة والصاعدة، ويجعل من كل مباراة “نهائيًا مصغرًا” في ظل المنافسة الشرسة المتوقعة.
الجماهير المغربية تستعد لرحلة أمريكية
يتوقع مراقبون أن يكون الحضور الجماهيري المغربي من بين الأكبر في المونديال المقبل، نظراً للجالية الكبيرة المقيمة في الولايات المتحدة وكندا، إضافة إلى شغف الجماهير المغربية بمتابعة منتخبها في كبريات المحافل الدولية.
ومن المرتقب أن تتحول شوارع مدن أمريكية وكندية متعددة إلى فضاءات احتفالية خلال مباريات الأسود.