أعلن المهدي بنعطية، عميد المنتخب الوطني السابق والمدير الرياضي لنادي مارسيليا الفرنسي، عن رفضه السماح للاعب نايف أكرد بالالتحاق بالمنتخب الوطني المغربي قبل 15 دجنبر، مستنداً إلى قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي مدد مهلة تسريح اللاعبين الأفارقة المشاركين في كأس أمم إفريقيا التي تنطلق في 21 دجنبر 2025. قرار بنعطية جاء في إطار حرصه على مصلحة النادي والحفاظ على جاهزية الفريق في أهم مباريات الموسم.
قرار بنعطية استناداً إلى قواعد فيفا
أوضح المهدي بنعطية أن نادي مارسيليا، مثل معظم الأندية الأوروبية، يرغب في الاحتفاظ بلاعبيه الدوليين لأطول فترة ممكنة قبل تسريحهم للمنتخبات الوطنية. هذا الالتزام يأتي استناداً إلى قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي منح مهلة أطول للأندية لتسريح اللاعبين المشاركين في كأس أمم إفريقيا، ما يتيح للأندية ضمان جاهزية اللاعبين ومتابعة حالاتهم الصحية قبل مشاركتهم في البطولة. وهو ما يجعل تسريح نايف أكرد قبل 15 دجنبر أمراً غير ممكن وفقاً لهذه السياسة.
أهمية اللاعبين في مباريات حاسمة لنادي مارسيليا
أكد بنعطية أن مارسيليا يعوّل كثيراً على لاعبيه الدوليين في مباراتي دوري أبطال أوروبا، ما يفرض ضرورة توفرهم بأفضل حالة بدنية وفنية. وأضاف أن غياب لاعبيه الأساسيين قبل الموعد الرسمي لتسريحهم يضع النادي في موقف صعب ويؤثر سلباً على استقراره الفني وقدرته على المنافسة في البطولات الأوروبية والفرنسية على حد سواء. لهذا السبب، أصبح القرار غير قابل للتفاوض حفاظاً على مصلحة الفريق.
خبرة بنعطية في التعامل مع الالتزامات الدولية
وأشار بنعطية إلى أنه عاش تجربة مماثلة كلاعب محترف خلال مشاركته في أربع نسخ من كأس إفريقيا للأمم، حيث يعرف جيداً حجم الصعوبات التي تواجه الأندية عند غياب لاعبيها الأساسيين لفترات طويلة بسبب الالتزامات الدولية. وهذا الفهم العميق للموقف جعله يحرص على اتخاذ قرارات تحقق توازناً بين مصلحة اللاعبين والمنتخب الوطني من جهة، واحتياجات النادي من جهة أخرى.
مصلحة اللاعب فوق كل اعتبار، ولكن بوعي صحي
على الرغم من موقفه الصارم، شدد المهدي بنعطية على أن مصلحة اللاعب تظل في مقدمة الأولويات، معبرًا عن فخره بمشاركة عدد من لاعبي مارسيليا في كأس أمم إفريقيا وتمنياته لهم بالتوفيق والنجاح. لكنه أوضح أيضاً ضرورة حماية اللاعبين من الإرهاق الزائد، ومتابعة حالتهم الصحية بدقة، خاصة في حال وجود إصابات أو ضغط مباريات متواصل، لضمان عدم تعرضهم لمخاطر قد تؤثر على مستقبلهم الرياضي.
التحديات التي واجهها مارسيليا بسبب الالتزامات الدولية
أشار المدير الرياضي إلى أن نادي مارسيليا عانى كثيراً خلال الموسم الحالي، حيث فقد 11 لاعباً بسبب الالتزامات الدولية، الأمر الذي أثر بشكل ملحوظ على استقرار الفريق تقنياً وقدرته على المنافسة على مختلف الأصعدة. هذه التجربة الصعبة أجبرت الإدارة على اتخاذ قرارات أكثر حذراً من أجل ضمان جاهزية الفريق في مرحلة حاسمة من الموسم، وعدم تعريضه لمزيد من الغيابات غير المخططة.
التوازن بين مصلحة النادي والمنتخب
يبقى الموقف الذي اتخذه المهدي بنعطية مثالاً على الصراع الدائم بين مصالح الأندية والمنتخبات الوطنية، خاصة مع كثافة البطولات وضغط المواسم الحديثة. في الوقت الذي يسعى فيه المنتخب المغربي للاستفادة من جميع لاعبيه في كأس أمم إفريقيا، يبقى على الأندية الأوروبية مثل مارسيليا حماية مصالحها لضمان تحقيق نتائج إيجابية. ورغم ذلك، يبقى اللاعبون هم المحور الأساسي الذي يجب أن يحظى باهتمام الجميع من حيث الجاهزية والصحة البدنية.
