تعود الحملة الطبية بمدينة السمارة التي تنظمها مؤسسة محمد الخامس للتضامن لتؤكد مرة أخرى دورها الريادي في تقريب الخدمات الصحية من المواطنين، خاصة في المناطق التي تعرف خصاصًا في التخصصات الطبية والجراحية. وتمثل هذه العملية، المنظمة ما بين 5 و7 دجنبر، محطة مهمة تعكس التزام المؤسسة بتجويد الولوج إلى العلاج وتعزيز الدعم الصحي لفائدة الفئات الهشة، عبر تعبئة طاقات بشرية ولوجستية ضخمة لضمان نجاح هذا التدخل الاجتماعي والصحي.

حملة طبية-جراحية واسعة تستجيب لحاجيات الساكنة

تسعى مؤسسة محمد الخامس للتضامن من خلال هذه الحملة إلى الاستجابة للحاجيات الصحية الملحة للساكنة، وذلك عبر برنامج متكامل يغطي مجموعة واسعة من التخصصات الطبية والجراحية. هذا البرنامج يأتي ليعالج النقص المسجل في الولوج إلى العلاجات المتخصصة، ويمنح السكان فرصة الاستفادة من خدمات طبية ذات جودة دون الحاجة للتنقل إلى مدن أخرى.

وقد أوضحت المؤسسة في بلاغ رسمي أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة يتمثل في تمكين الساكنة المعوزة من العمليات الجراحية ذات الأولوية، وتقديم استشارات متخصصة لفائدة الحالات التي تتطلب متابعة دقيقة.

تغطية شاملة لعدة تخصصات طبية وجراحية

تتميز الحملة الطبية بمدينة السمارة بشموليتها وتنوع خدماتها، حيث تشمل تخصصات رئيسية يحتاجها المواطن بشكل كبير، من بينها طب الأطفال، طب النساء والتوليد، طب الغدد، طب العيون، وطب الأسنان.
أما على المستوى الجراحي، فسيستفيد المواطنون من عمليات في الجراحة العامة، جراحة الأطفال، إضافة إلى جراحة الجلالة (المياه البيضاء) التي تُعد من أكثر العمليات المطلوبة لدى الفئات المسنة.

هذا التنوع الواسع يعكس رغبة المؤسسة في ضمان استجابة شاملة لاحتياجات المجتمع المحلي، وتقديم خدمات علاجية متوازنة تشمل التشخيص، الفحص، العلاج، والمتابعة.

أزيد من 100 عملية جراحية و4500 استشارة متخصصة

من المرتقب أن تشهد الحملة تنفيذ أكثر من 100 عملية جراحية في مختلف التخصصات، وهو رقم يعكس حجم الجهد الميداني والتعبئة الطبية التي تم توفيرها.
كما ينتظر أن يستفيد حوالي 4500 شخص من الاستشارات الطبية المتخصصة، ما سيساهم في الكشف المبكر عن مجموعة من الأمراض وتوجيه المرضى نحو مسار علاجي مناسب.

هذه الأرقام تؤكد الطابع الاستعجالي والإنساني للمبادرة، وتظهر مدى تأثيرها المباشر في تحسين الوضع الصحي لآلاف الأسر بالمنطقة.

تنظيم محكم عبر موقعين لضمان سلاسة الخدمات

اعتمدت مؤسسة محمد الخامس للتضامن مقاربة تنظيمية دقيقة لضمان سلاسة استقبال المرضى وتوجيههم، إذ تم تقسيم العملية بين موقعين رئيسيين:

1. المستشفى الإقليمي بالسمارة

يحتضن هذا الموقع العمليات الجراحية الكبرى، لاسيما الجراحة العامة وجراحة الأطفال. وقد تم تجهيزه بكل الوسائل الضرورية لضمان إجراء العمليات في ظروف مهنية تراعي معايير السلامة الطبية.

2. موقع ميداني بالساحة الرئيسية للمستشفى

تم نصب موقع طبي ميداني مجهز بأحدث التقنيات، ليحتضن مختلف التخصصات الخاصة بالاستشارات والكشف والعلاجات. كما يحتوي الموقع على وحدة متنقلة خاصة بجراحة الجلالة، مخصصة لإجراء عمليات المياه البيضاء التي تعرف طلبًا كبيرًا.

هذا التنظيم يهدف إلى خلق مسار علاجي واضح يبدأ من الاستقبال مرورا بالتوجيه الطبي، وصولا إلى الفحص والتكفل العلاجي، بما يضمن تجربة سلسة للمستفيدين.

لوجستيك مهم ووحدات طبية متنقلة لتعزيز الخدمات

تعتمد الحملة على تجهيزات لوجستية متقدمة تشمل الوحدات الطبية المتنقلة التابعة للمؤسسة، المجهزة بقاعات للفحص الطبي، وحدة للعيون، وحدة للأسنان، مختبرات بيولوجية، أجهزة التصوير بالأشعة فوق الصوتية، إضافة إلى صيدلية متنقلة تضمن توفير الأدوية للمرضى بعد الفحص.

وتساهم هذه الوحدات في توسيع الطاقة الاستيعابية وتقديم خدمات طبية ذات جودة، مع ضمان التدخل السريع داخل المناطق الميدانية التي تشهد ضغطا على الخدمات الصحية.

مشاركة أطر طبية وتمريضية واسعة

يشارك في الحملة فريق طبي يضم 46 طبيبًا بين جراحين وأخصائيين وأطباء عامين، إلى جانب طاقم تمريضي مؤهل يتولى الاستقبال والمرافقة والتنسيق، تحت إشراف الأطر الطبية والمساعدات الاجتماعيات للمؤسسة.

كما تساهم الجمعية المغربية الطبية للتضامن بوحدة جراحية متخصصة، خصوصًا في جراحة المياه البيضاء، لتعزيز قدرات المستشفى المحلي وتخفيف الضغط عليه.

شراكات مؤسساتية قوية لإنجاح الحملة

تحظى العملية بدعم مجموعة من المؤسسات، من بينها عمالة إقليم السمارة، المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية، المركز الاستشفائي الجامعي بأكادير، الجمعية المغربية الطبية للتضامن، والمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالعيون.
هذه الشراكات تعكس رؤية تشاركية تؤمن بأن التنمية الصحية مسؤولية مشتركة تتطلب انخراط جميع المتدخلين.

استمرار لنهج المؤسسة في تعزيز الولوج للعلاج

تمثل هذه الحملة الصحية محطة جديدة ضمن المبادرات المستمرة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، الرامية إلى توسيع الولوج للعلاجات الأساسية والمتخصصة وتقليص الفوارق المجالية في القطاع الصحي.

وتعكس هذه الجهود إرادة حقيقية لتحسين ظروف عيش المواطنين، وتمكينهم من خدمات صحية ذات جودة عبر مبادرات فعالة، مستدامة وقريبة من السكان.

إن الحملة الطبية بمدينة السمارة ليست مجرد تدخل صحي عابر، بل هي مبادرة إنسانية متكاملة تطمح لتوفير خدمات علاجية وجراحية في متناول الجميع، وتعزيز قيم التضامن والتكافل داخل المجتمع المغربي. وهي خطوة مستمرة ضمن برنامج طويل الأمد تسعى من خلاله المؤسسة إلى دعم الصحة العمومية وتطوير خدمات القرب لفائدة الفئات الهشة.