تتجه الأنظار إلى مشاركة المنتخب المغربي الرديف في كأس العرب، التي ستستضيفها دولة قطر من 1 إلى 18 دجنبر المقبل، حيث يدخل “أسود الأطلس” غمار البطولة بطموح كبير يتمثل في تحقيق اللقب العربي للمرة الثانية في تاريخ كرة القدم الوطنية. ويأتي هذا الطموح في ظل الزخم الذي حققته المنتخبات المغربية في السنوات الأخيرة قاريا وعالميا، ما يجعل المشاركة الجديدة حدثًا ينتظره الجمهور المغربي بشغف واعتزاز.

منتخب قوي بطموحات كبيرة

يُعد المنتخب المغربي الرديف واحدًا من أبرز المرشحين للتتويج بلقب كأس العرب، بفضل التركيبة البشرية المتميزة التي تضم لاعبين متوجين بكأس إفريقيا للاعبين المحليين (الشان)، ولاعبين محترفين في الدوريات العربية، إضافة إلى عناصر أبانت عن مستويات كبيرة خلال الفترة الماضية سواء مع الأندية أو خلال المباريات الودية رفقة المنتخب.

وتستند الترشيحات الواسعة لأسود الأطلس على جاهزية اللاعبين وانسجام المجموعة، إلى جانب حضور أسماء خبرت أجواء المنافسات القارية والدولية، مما يمنح المنتخب شخصية قوية قادرة على مواجهة مختلف المنتخبات العربية المشاركة.

نجوم الصف الثاني وصناع الفارق في الملاعب العربية

يضم المنتخب الرديف لاعبين تألقوا في البطولات العربية وتركوا بصمة مميزة، من بينهم المهاجم الأمين زوحزوح (25 سنة/ نادي الوكرة القطري)، الذي يقدم مستويات لافتة في الدوري القطري، والجناح يوسف مهري (26 سنة/ نهضة بركان) أحد أبرز المواهب المحلية في السنوات الأخيرة، والظهير الأيمن أنس باش (27 سنة/ الجيش الملكي) الذي أثبت قدرته على لعب الأدوار الكبرى.

كما تضم اللائحة لاعبين متمرسين في الملاعب الأوروبية والعربية، على رأسهم المهاجم عبد الرزاق حمد الله (34 سنة/ الشباب السعودي)، المعروف بخبرته الكبيرة وحسه التهديفي العالي، وطارق تيسودالي (32 سنة/ خورفكان الإماراتي)، الذي يتميز بمرونته الهجومية، وأشرف بنشرقي (29 سنة/ الأهلي المصري) أحد أبرز المحترفين المغاربة في السنوات الأخيرة.

رؤية تقنية واضحة بقيادة طارق السكتيوي

يعوّل المنتخب المغربي الرديف على مدربه طارق السكتيوي، أحد أبرز الأطر الوطنية التي بصمت على مسار تدريبي ناجح، سواء مع الأندية أو المنتخبات. فقد قاد نهضة بركان للتتويج بكأس الكونفدرالية الإفريقية سنة 2020، وحقق إنجازًا تاريخيًا بحصد الميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024، كما توّج حديثًا بكأس إفريقيا للاعبين المحليين.

وخلال الندوة الصحفية الأخيرة، أكد السكتيوي أن المنتخب يدخل المنافسة بعزيمة كبيرة من أجل التتويج باللقب وتشريف الكرة الوطنية، مضيفًا أن الهدف الأول هو تجاوز دور المجموعات ثم التعامل مع باقي المباريات بتركيز وحذر كبيرين. وأشار إلى أن المنافسة لن تكون سهلة بالنظر إلى قوة المنتخبات المشاركة وتأهل بعضها إلى كأس العالم.

جمهور مغربي حاضر بقوة في قطر

يعرف المنتخب الوطني دائمًا بدعم استثنائي من جماهيره في مختلف دول العالم، ولن تكون قطر استثناء. فالجالية المغربية المقيمة هناك أثبتت في مناسبات سابقة—وخاصة في كأس العرب 2021 وكأس العالم 2022—قدرتها على تحويل الملاعب إلى فضاءات مغربية بأهازيجها وتشجيعها القوي.

كما يُنتظر أن ينتقل عدد من المشجعين من المغرب ومن بلدان أخرى لمساندة الأسود الرديف في مهمتهم العربية، وهو ما سيمنح اللاعبين دفعة معنوية كبيرة لتحقيق نتائج إيجابية.

فرصة ذهبية لاقتحام المنتخب الأول

تعتبر بطولة كأس العرب محطة مهمة للاعبين لفرض أنفسهم على الطاقم التقني للمنتخب الأول بقيادة وليد الركراكي خلال الاستحقاقات المقبلة، خاصة مع توالي البطولات القارية والدولية. كما تشكل فرصة للاعبين المحليين والمحترفين العرب لجلب اهتمام أندية كبيرة في أقوى الدوريات.

وتتيح المنافسة للاعبين الشباب فرصة الاحتكاك بمستويات عالية، وهو ما يعزز تطوير كرة القدم المغربية وإغناء قاعدة اللاعبين المؤهلين لتمثيل المنتخب الأول.

مجموعة قوية وتحديات صعبة

أوقعت قرعة كأس العرب المنتخب الوطني المغربي في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات المملكة العربية السعودية، عمان، وجزر القمر، وهي مجموعة متوازنة لكنها تتطلب تركيزًا كبيرًا.

ويتأهل المنتخبان الأول والثاني من كل مجموعة إلى الأدوار الإقصائية التي تشمل ربع النهائي ونصف النهائي، وصولًا إلى المباراة النهائية التي ستقام بملعب لوسيل يوم 18 دجنبر.

هذه التركيبة تجعل كل مباراة حاسمة، ما يتطلب من المنتخب المغربي الرديف تقديم أداء ثابت وفعّال منذ المباراة الأولى.

تنظيم قطري مميز في نسخة جديدة

تستضيف قطر البطولة العربية للمرة الثانية بعد نجاح نسخة 2021، حيث ينتظر الجميع نسخة جديدة من التنظيم المحكم الذي يجمع بين جودة الملاعب، البنية التحتية المتقدمة، وحسن استقبال الجماهير. وتعد هذه النسخة فرصة أخرى لتأكيد قدرة قطر على احتضان أبرز التظاهرات الرياضية في العالم، وخاصة بعد نجاح مونديال 2022.

طموح مشروع وثقة جماهيرية واسعة

يدخل المنتخب المغربي الرديف بطولة كأس العرب برغبة كبيرة في إعادة لقب البطولة إلى المغرب، مستفيدًا من تجربة لاعبيه وكفاءة مدربه والدعم الجماهيري المتواصل. ويأمل المغاربة أن تتواصل مسيرة التألق التي عاشتها كرة القدم الوطنية خلال السنوات الأخيرة، وأن يظهر “أسود الأطلس” بصورة مشرفة تعكس قوة المدرسة المغربية في التكوين والإعداد.

وبين طموح التتويج ورغبة اللاعبين في التألق الفردي والجماعي، يستعد المنتخب لخوض بطولة عربية واعدة قد تكون بداية لأسماء جديدة تلتحق بالمنتخب الأول ولإنجاز جديد يضاف لسجل الكرة المغربية.