شهدت مدينة جيرسي الأمريكية، القريبة من نيويورك، احتفالًا مميزًا تم خلاله رفع العلم المغربي على واجهة مقر مجلس المدينة، تخليدًا للذكرى الـ50 للمسيرة الخضراء المظفرة والذكرى الـ70 لعيد استقلال المملكة. ويأتي هذا الحدث الرمزي ليعكس عمق العلاقات التاريخية التي تجمع المغرب بالولايات المتحدة، ويجسد استمرار أواصر الصداقة والتعاون بين الشعبين عبر القرون.

جيرسي سيتي تحتفي بالعلمين الوطنيين للمغرب

في إعلان رسمي أصدرته بهذه المناسبة، أكدت جيرسي سيتي أن الاحتفاء بالعيدين الوطنيين المغربيين يعكس التقدير الكبير الذي تكنه المدينة للمغرب قيادةً وشعبًا. ودعت سلطات المدينة سكانها إلى المشاركة في تخليد هذين الحدثين الوطنيين من خلال فعاليات وأنشطة ثقافية تجمع بين الجالية المغربية وسكان المدينة.

وتضمن إعلان الحفل رسالة واضحة مفادها أن هذا الاحتفال يجسد قيم الحرية والديمقراطية المشتركة التي تُعد مصدر إلهام للعالم، كما يعكس العلاقات المتينة التي تربط البلدين على المستويات التاريخية والسياسية والإنسانية.

حدث يعكس الصداقة المغربية الأمريكية

جاء رفع العلم المغربي في إطار تعاون بين مجلس جيرسي سيتي وجمعية "المغرب"، في مبادرة تهدف إلى تعزيز حضور الثقافة المغربية في الولايات المتحدة. ويرمز هذا الحدث إلى عمق الصداقة بين البلدين، التي تعود إلى أزيد من قرنين، منذ أن كان المغرب أول دولة تعترف بالولايات المتحدة كجمهورية مستقلة سنة 1777.

هذا البعد التاريخي يضفي على الحدث دلالة خاصة، حيث يجمع بين الاحتفال بذكرى وطنية مغربية وبين استحضار العلاقات الثنائية المتجذرة بين الرباط وواشنطن.

كلمة القنصل العام للمغرب: فخر واعتزاز

خلال هذا الحفل، عبّر القنصل العام للمغرب في نيويورك، محمد آيت بيهي، في كلمة قُرئت بالنيابة عنه، عن اعتزازه الكبير بهذه المبادرة، والتي تتزامن مع مناسبتين وطنيتين غاليتين على قلوب المغاربة. وأكد القنصل على أهمية تعزيز التواصل الثقافي والدبلوماسي بين الجالية المغربية والمجتمع الأمريكي، مبرزًا دور مثل هذه المبادرات في تعريف الأمريكيين بتاريخ المغرب ونضالات شعبه.

كما ذكّر آيت بيهي بعمق العلاقات المغربية–الأمريكية التي تواصل تطورها منذ قرون، معتبرًا أن الاحتفال برفع العلم المغربي يمثل استمرارًا لتقليد الصداقة والشراكة الثنائية.

جمعية "المغرب": حدث لتعزيز التقارب الثقافي

من جهته، أكد رئيس جمعية "المغرب"، ياسين القرياني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الحفل يشكل إحدى المحطات المهمة لتعزيز التقارب بين المجتمع الأمريكي والجالية المغربية. وأبرز أن المبادرة تساعد على إبراز الروابط المتينة بين البلدين، وتعريف المجتمع الأمريكي بتاريخ المغرب وإسهاماته الحضارية.

وأشار القرياني إلى أن الاحتفال يأتي في سياق الدبلوماسية النشطة للمغرب، والتي توجت مؤخرًا بصدور قرار مجلس الأمن رقم 2797 المتعلق بدعم المبادرات المغربية بشأن قضية الصحراء، معتبرا أن هذا الحدث يكتسي رمزية خاصة في ظل هذا الزخم الدبلوماسي الجديد.

رمزية الاحتفال ودلالاته الوطنية والدولية

إن رفع العلم المغربي في جيرسي سيتي لا يمثل مجرد لحظة رمزية، بل يعكس المكانة المتزايدة للمغرب على الساحة الدولية، ويعبر عن قوة الروابط التي تجمعه بأقدم حلفائه في الغرب. كما يأتي الحدث ليجسد معاني الوحدة الوطنية التي تحملها ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال، ويقرب المجتمع الأمريكي من تاريخ المغرب ورؤيته السياسية والدبلوماسية.

ويشكل ذلك أيضًا مناسبة لتعزيز دور الجالية المغربية في التعريف بثقافة بلادها، وترسيخ حضورها في المجتمع الأمريكي من خلال أنشطة تبرز العمق التاريخي والحضاري للمملكة.

يبرز رفع العلم المغربي على مبنى مجلس مدينة جيرسي الأمريكية أهمية العلاقات التاريخية بين المغرب والولايات المتحدة، ويجسد روح التضامن والصداقة التي تربط الشعبين منذ أكثر من قرنين. كما يشكل هذا الاحتفال، المتزامن مع ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال، تقديرًا لقيم الحرية والوحدة الوطنية التي يحملها المغرب، ورسالة قوية تعكس الاعتزاز المتبادل بين البلدين.