أصبحت أكاديمية محمد السادس لكرة القدم واحدة من أبرز مؤسسات التكوين الرياضي في إفريقيا والعالم العربي، بفضل رؤيتها المتقدمة وبرامجها الاحترافية التي تجمع بين التدريب الرياضي والتعليم الأكاديمي. ووصفتها قناة "فرانس 24" بأنها "مصنع أبطال المستقبل" الذي ساهم بشكل مباشر في صعود كرة القدم المغربية لتصبح قاطرة كرة القدم الإفريقية خلال السنوات الأخيرة، بفضل تخريجها لعدد كبير من اللاعبين الموهوبين الذين التحقوا بالمنتخبات الوطنية والأندية الكبرى.

قناة "فرانس 24": الأكاديمية رافعة لنجاح كرة القدم المغربية

أشارت القناة الدولية إلى أن النجاح الذي حققته كرة القدم المغربية يعود جزء كبير منه إلى أكاديمية محمد السادس، التي وفرت قاعدة مهمة من اللاعبين الشباب المؤهلين للعب في مختلف الفئات العمرية. هذه المؤسسة أصبحت مرجعًا في إفريقيا بفضل جودة تكوينها واستراتيجيتها المبنية على اكتشاف المواهب وتنميتها وفق معايير دولية.

منظومة انتقاء دقيقة: 90% من المواهب يتم اكتشافها محليًا

اعتمدت الأكاديمية، منذ تأسيسها، مقاربة دقيقة في التنقيب عن المواهب، حيث يتم اختيار حوالي 90% من الأطفال عبر خلايا الانتقاء المحلية المنتشرة في عدد من المدن والقرى. هذه الاستراتيجية تسمح باكتشاف الجواهر الكروية في سن مبكرة، مما يمكّن الطاقم التقني من صقل مهاراتهم على مدى سنوات.

وتعتمد هذه العملية على متابعة يومية للبطولات المدرسية، والفرق المحلية، ومباريات الأحياء، لاستقطاب اللاعبين الأكثر موهبة وتوجيهم نحو برامج تطوير بدني وتقني متكاملة.

مركب رياضي وتعليمي بمواصفات عالمية

تُعد أكاديمية محمد السادس بمدينة سلا أحد أكبر مراكز التكوين الرياضي في إفريقيا، حيث تمتد على مساحة 17 هكتارًا وتضم مرافق متطورة تجمع بين التدريب الرياضي والتأهيل الدراسي. ومن أبرز هذه المرافق:

  • حوالي 10 ملاعب لكرة القدم بعشب طبيعي واصطناعي

  • مستودعات حديثة للملابس

  • قاعات للدروس والدعم المدرسي

  • قاعات لبناء الأجسام والتأهيل البدني

  • فضاءات للألعاب مثل أجهزة اللعب الإلكترونية والبيبي فوت

  • غرف نوم مجهزة لإيواء اللاعبين

  • مركز طبي متطور من ثلاثة طوابق

  • مسبح وقاعة للعلاج المائي

  • مسجد داخل المركب

هذه البنية المتكاملة تجعل الأكاديمية فضاءً ملائمًا لصناعة لاعبين محترفين يجمعون بين القوة البدنية والتكوين الدراسي المتوازن.

التكوين منذ سن السادسة: مشروع طويل الأمد لصناعة نجوم الغد

أكدت "فرانس 24" أن وحدات الاستقطاب بالأكاديمية تعمل على اكتشاف المواهب الكروية منذ سن 6 أو 7 سنوات، وهي مرحلة حرجة لتوجيه الطفل نحو مسار مهني رياضي. يخضع هؤلاء اللاعبون لبرامج تطوير بدني وتقني تستمر عدة سنوات، وتشمل:

  • تقنيات اللعب الجماعي والفردي

  • التكوين البدني المستمر

  • الانضباط الرياضي

  • المتابعة النفسية والصحية

  • الدعم التربوي

هذه المقاربة الشمولية تجعل الأكاديمية نموذجًا يحتذى به في تطوير كرة القدم عبر تكوين لاعبين كاملين بدنيًا وذهنيًا.

نجوم صنعوا الحدث… من الأكاديمية إلى العالمية

تطرقت قناة "فرانس 24" إلى عدد من الأمثلة التي تؤكد نجاح الأكاديمية، من أبرزها مسار اللاعب ياسر الزابيري، مهاجم المنتخب المغربي المتوج في أكتوبر الماضي بلقب كأس العالم لأقل من 20 سنة في الشيلي، وهو أول تتويج عالمي في تاريخ المغرب داخل هذه الفئة العمرية.

هذا النجاح يعكس قوة العمل الذي تبذله الأكاديمية في إعداد لاعبين قادرين على خوض المنافسات الدولية وتحقيق نتائج مشرفة.

أرقام مبهرة: 26 لاعبًا في البطولة الاحترافية و30 محترفًا في أوروبا

نقلت القناة عن طارق الخزري، المسؤول عن اكتشاف المواهب بالأكاديمية، أن المؤسسة تمكنت من تكوين:

  • 26 لاعبًا أصبحوا عناصر أساسية في أندية القسم الأول المغربي

  • حوالي 30 لاعبًا يمارسون في الدوريات الأوروبية

ومن بين هؤلاء النجوم المدافع عبد الحميد آيت بودلال لاعب نادي رين الفرنسي، الذي أصبح من أبرز المدافعين الشباب في أوروبا.

هذه الإنجازات تؤكد أن الأكاديمية أصبحت مصنعًا حقيقيًا لتصدير المواهب نحو الاحتراف الدولي.

جيل جديد مرشح لحمل قميص المنتخب في كأس العالم 2026 و2030

بحسب القناة، فإن عددًا من خريجي الأكاديمية مرشحون بقوة لحمل قميص المنتخب المغربي في الاستحقاقات الكبرى المقبلة، وعلى رأسها:

  • مونديال 2026

  • مونديال 2030 الذي سينظمه المغرب إلى جانب دولتين شريكتين

هذا المعطى يعزز دور الأكاديمية كدعامة رئيسية للمشروع الرياضي الوطني الذي يروم تأهيل جيل قادر على المنافسة في أعلى المستويات.

إن أكاديمية محمد السادس لكرة القدم ليست مجرد مركز للتكوين الرياضي، بل هي ورش وطني استراتيجي أسهم بشكل كبير في النهوض بكرة القدم المغربية. ومن خلال تجهيزاتها المتكاملة، واستراتيجيتها المحكمة في اكتشاف المواهب، وبرامج التكوين الطويلة الأمد، أصبحت الأكاديمية نموذجًا يحتذى به في القارة الإفريقية.

إن النجاحات التي حققها اللاعبون المتخرجون منها تشكل دليلًا واضحًا على فعاليتها، وتجعلها عنصرًا أساسيًا في مستقبل كرة القدم الوطنية، واستعداداتها للمحطات العالمية المقبلة.