يشكل إطلاق StartGate Rabat محطة مفصلية جديدة في مسار دعم ريادة الأعمال والابتكار بالمغرب، حيث تواصل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية توسيع منظومتها الداعمة للشركات الناشئة، عبر إحداث قطب حديث ومندمج بالعاصمة الرباط، يربط البحث العلمي بالتعليم وريادة الأعمال، ويعزز تموقع الجامعة كفاعل إفريقي مرجعي في مجال الحلول التكنولوجية ذات الأثر القوي والمستدام.

دشين StartGate Rabat امتداد لتجربة رائدة
دشنت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، يوم الخميس 11 دجنبر بالرباط، StartGate Rabat، وهو قطب جديد مخصص للشركات الناشئة وبناء المشاريع، في امتداد طبيعي لتجربة StartGate بنجرير التي انطلقت قبل خمس سنوات، ونجحت في ترسيخ نموذج مغربي رائد في مواكبة المقاولات المبتكرة. ويأتي هذا التوسع ليؤكد الرؤية الاستراتيجية للجامعة الرامية إلى تقريب منظومة الابتكار من مراكز القرار، وتعزيز حضورها داخل الفضاءات الاقتصادية والمؤسساتية الحيوية.

رؤية مندمجة تجمع البحث والتعليم وريادة الأعمال
يرتكز إحداث StartGate Rabat على فلسفة الانسجام والتكامل بين البحث العلمي والتعليم الأكاديمي وريادة الأعمال، باعتبارها ركائز أساسية لإنتاج حلول تكنولوجية عملية وقابلة للتطبيق الصناعي. وتسعى الجامعة من خلال هذا القطب إلى تحويل المعرفة إلى قيمة اقتصادية واجتماعية، قادرة على الاستجابة لتحديات المغرب وإفريقيا، في سياق عالمي يتسم بتسارع التحولات الرقمية والبيئية.

مجالات استراتيجية ذات أثر قوي
تتمحور أنشطة StartGate Rabat حول أربعة مجالات استراتيجية رئيسية، تشمل الذكاء الاصطناعي، والطاقات المتجددة، والفلاحة المستدامة، والصحة، وهي قطاعات ذات أولوية بالنسبة للتنمية المستدامة بالقارة الإفريقية. ويهدف هذا التوجه إلى تشجيع المقاولين والباحثين على تطوير حلول مبتكرة تستجيب للإكراهات المحلية، مع قابلية التوسع والتصدير نحو الأسواق الدولية.

تصريحات تؤكد الطموح القاري والعالمي
وفي هذا السياق، أكد رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، هشام الهبطي، أن StartGate Rabat، بنموذجه المندمج وبعده القاري، يمثل خطوة ملموسة نحو بناء منظومة ابتكار قادرة على إحداث تغيير مستدام في القطاعات الرئيسية بالمغرب وإفريقيا. وأبرز أن الجامعة تراهن على إنتاج حلول تكنولوجية متقدمة، ذات أثر قوي، وملهمة على الصعيد العالمي، بما يعزز مكانة المغرب كمركز إقليمي للابتكار.

حصيلة رقمية تعكس نجاح التجربة
كشف السيد الهبطي أن إطلاق StartGate منذ سنة 2020 مكن من مواكبة أزيد من 1600 شركة ناشئة، تشكل النساء 35 بالمائة من مسيريها، فيما يحمل أكثر من 30 بالمائة من المشاريع أفراد من الجالية المغربية بالخارج. كما عبأ هذا القطب المبتكر شبكة تضم أزيد من 300 خبير وموجه، وساهم في تمكين المقاولين المغاربة والأفارقة من تعبئة ما يقارب 72 مليون دولار، لتسريع نمو مشاريعهم وتعزيز قدرتهم التنافسية.

تقريب الابتكار من مراكز القرار
تساهم الدينامية التي يخلقها StartGate Rabat في مد جسور التعاون بين المستثمرين والمؤسسات العمومية والمقاولين والمقاولات القائمة، بما يسمح بتحويل الأفكار المبتكرة إلى حلول عملية قابلة للتنفيذ. كما يعزز هذا القطب الشبكة الوطنية التي تربط بين أقطاب بنجرير والرباط والعيون، مع ربطها بالأقطاب العالمية في فرنسا وكندا والولايات المتحدة، ما يفتح آفاقًا واسعة للتعاون الدولي ونقل الخبرات.

UM6P Ventures ودعم تسريع النمو
من جانبه، اعتبر المدير الرئيس التنفيذي لـ UM6P Ventures، ياسين لغزيوي، أن تدشين StartGate Rabat لا يمثل مجرد توطين جغرافي جديد، بل يشكل توسعًا طبيعيًا واستراتيجيًا للجامعة، يهدف إلى مواكبة المقاولين والشركات الناشئة الراغبة في تسريع نموها، وتعبئة التمويلات، والتوجه نحو التصدير. وأبرز أن هذا القطب يوفر بيئة ملائمة لربط الأفكار بالأسواق، وتعزيز فرص النجاح والاستدامة.

قطب حي داخل تكنوبوليس الرباط
يمثل StartGate Rabat لبنة جديدة في منظومة ريادة الأعمال بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، حيث تم إحداثه داخل فضاء تكنوبوليس بالرباط، كقطب حي ومندمج يجمع الطلبة والباحثين والفاعلين الاقتصاديين. ويركز هذا القطب على مجالات الأعمال والاقتصاد والحكامة الاجتماعية، بما يعزز التفاعل بين المعرفة الأكاديمية والممارسة الاقتصادية.

تكريس الركائز الثلاث للجامعة
يساهم هذا المشروع في تعزيز الركائز الثلاث المؤسسة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، والمتمثلة في التعليم، والبحث والتطوير، وريادة الأعمال. ومن خلال هذا التكامل، تسعى الجامعة إلى تكوين جيل جديد من المقاولين والباحثين القادرين على قيادة التحول التكنولوجي، وابتكار حلول ذات قيمة مضافة عالية.

من الاحتضان إلى الولوج إلى السوق
يعتمد StartGate Rabat نموذجًا مندمجًا يمتد من الاحتضان والتجريب والنمذجة الأولية، وصولًا إلى الولوج إلى السوق، ما يسهل الانتقال السلس من البحث العلمي إلى التطبيق الصناعي. ويساهم هذا المسار في تقليص الفجوة بين المختبر والسوق، وتمكين المشاريع المبتكرة من بلوغ مرحلة النضج التجاري في ظروف ملائمة.

حلول تكنولوجية لخدمة القارة الإفريقية
يساهم StartGate Rabat في بروز حلول تكنولوجية مبتكرة في مجالات ذات أولوية بالنسبة لإفريقيا، من قبيل التكنولوجيا الفلاحية، والطاقة الخضراء، والتكنولوجيا الصحية، وتجارة التجزئة، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المالية. ويعكس هذا التوجه التزام الجامعة بدعم التنمية المستدامة، وتعزيز السيادة التكنولوجية للقارة.

تموقع المغرب كمركز إقليمي للابتكار
من خلال هذا المشروع، تواصل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية لعب دور محوري في تعزيز تموقع المغرب كمركز إقليمي للابتكار وريادة الأعمال. ويعكس StartGate Rabat رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تراهن على الاستثمار في الرأسمال البشري، وتحويل المعرفة إلى قوة اقتصادية قادرة على خلق الثروة وفرص الشغل.


يؤكد تدشين StartGate Rabat أن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ماضية بثبات في بناء منظومة متكاملة للابتكار وريادة الأعمال، تستجيب لتحديات الحاضر وتستشرف رهانات المستقبل. ومن خلال هذا القطب الجديد، تتعزز فرص الشركات الناشئة المغربية والإفريقية في النمو والتوسع، بما يخدم التنمية المستدامة ويعزز الإشعاع القاري والدولي للمغرب.