شهد إقليم تارودانت، يوم الثلاثاء 02 دجنبر، إعطاء انطلاقة القافلة الجهوية للتعريف بنظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة ضمن محطة سوس–ماسة، في مبادرة تروم تمكين المقاولين من الولوج إلى منظومة دعم أكثر فعالية، وترجمة التوجيهات الملكية الداعية إلى جعل الاستثمار الإنتاجي ركيزة للنمو الاقتصادي والمساواة المجالية. وتأتي هذه القافلة لتؤكد أن الرهان على المقاولات الصغيرة والمتوسطة لم يعد خيارًا ثانويًا، بل أصبح مسارًا استراتيجيًا لتعزيز الاقتصاد الجهوي والوطني.

قافلة جهوية برؤية استراتيجية لتعزيز الاستثمار المنتج

انطلقت فعاليات القافلة الجهوية بمدينة تارودانت بمشاركة وازنة ضمت الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، وعامل إقليم تارودانت مبروك تابث، إلى جانب وفد موسع من المنتخبين والمسؤولين الجهويين وممثلي القطاع الخاص.

ويأتي تنظيم هذه القافلة في إطار سلسلة من المحطات التي أطلقتها وزارة الاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية للتعريف بنظام الدعم الجديد، والذي يهدف إلى تمكين المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة من آليات حديثة للمواكبة والتمويل، بما يتماشى مع التوجيهات الملكية الرامية إلى تحفيز الاستثمار المنتج باعتباره محركًا رئيسيًا للتنمية.

وتؤكد هذه المبادرة أن الحكومة تمضي بثبات نحو تنزيل مقاربة شمولية تقوم على تعزيز التنافسية، دعم روح المبادرة، وتحقيق عدالة مجالية تتيح للجهات استثمار مؤهلاتها بشكل أفضل.

سوس–ماسة… جهة بقدرات اقتصادية تجعلها مركزًا للمبادرة المقاولاتية

في كلمته الافتتاحية، أبرز الوزير كريم زيدان أن جهة سوس–ماسة تزخر بمؤهلات اقتصادية واعدة في مجالات الفلاحة، الصناعة التحويلية، والصناعة السياحية، إلى جانب تنوع نسيجها المقاولاتي الذي يجعل منها أرضية خصبة لاحتضان مبادرات استثمارية جديدة.

وأشار الوزير إلى أن المقاولات الصغيرة والصغرى والمتوسطة تشكل ركيزة أساسية في البنية الاقتصادية للجهة، داعيًا المقاولين والشباب حاملي المشاريع إلى الانخراط بفعالية في النظام الجديد واستغلال دينامية التطور التي تعرفها الجهة، خصوصًا أن العديد من الأوراش التنموية الكبرى تشهدها المنطقة، مما يوفر فرصًا مهمة لتطوير مشاريع مبتكرة وذات أثر اقتصادي واجتماعي واضح.

تفاصيل نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة والصغرى والمتوسطة

قدمت فرق المركز الجهوي للاستثمار بجهة سوس–ماسة شروحات مفصلة حول مضمون النظام الجديد للدعم، والذي يشمل برامج متكاملة تلامس مختلف مراحل المشروع المقاولاتي، من التأسيس إلى المواكبة والنمو.

1. دعم تمويلي موجّه لتسهيل انطلاقة المشاريع

يتيح النظام الجديد صيغًا متنوعة للتمويل تتماشى مع طبيعة المقاولات الصغيرة، بما في ذلك:
– تسهيلات القروض
– ضمانات بنكية
– آليات تمويل بشروط ميسّرة
تُسهم هذه الحوافز في تجاوز العائق الرئيسي الذي يشتكي منه العديد من المقاولين، وهو صعوبة الولوج إلى التمويل.

2. مواكبة تقنية ومهنية

يشمل نظام الدعم مواكبة مهنية في مختلف مراحل المشروع:
– دراسة الجدوى
– إعداد خطط الأعمال
– الاستشارات القانونية والمالية
– التدريب على التدبير المقاولاتي
وهي خدمات تسهم في رفع مستوى جاهزية المقاولين وتمكينهم من إدارة مشاريعهم بشكل احترافي.

3. مواكبة مستمرة خلال مراحل النمو

لا يقتصر الدعم على مرحلة الانطلاق فقط، بل يشمل مواكبة في مراحل التوسع وتطوير القدرات الإنتاجية، مما يضمن للمقاولات الاستمرارية والتنافسية في السوق.

محطة تارودانت… حلقة ضمن سلسلة وطنية لتعزيز الاستثمار الجهوي

تأتي محطة تارودانت ضمن مجموعة من المحطات الجهوية التي تغطي مختلف مناطق المملكة، في إطار سياسة وطنية تعتمد القرب والتواصل المباشر مع الفاعلين الاقتصاديين، وتوفير فرص الشرح والتفاعل مع البرامج الحكومية.

ويُنتظر أن تساهم هذه القوافل في:
– تعزيز الوعي بمنظومة الدعم المتاحة
– تشجيع المقاولات المحلية على الاستثمار
– خلق دينامية جهوية جديدة قائمة على الابتكار والتنافسية
– دعم الشباب في تأسيس مشاريع مستدامة
وتأتي هذه المبادرة تأكيدًا على التزام الحكومة بمواكبة مختلف الجهات وتمكينها من الاستفادة المتوازنة من البرامج الوطنية.

المقاولات الصغيرة والمتوسطة… رهان أساسي للنمو الاقتصادي

تعتبر المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة العمود الفقري للاقتصاد الوطني، إذ تمثل النسبة الأكبر من النسيج المقاولاتي وتشغل آلاف الأطر والعمال.

ويراهن المغرب بشكل كبير على هذه الفئة من المقاولات لخلق فرص الشغل وتعزيز الإنتاج المحلي، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية العالمية التي تتطلب حلولًا مبتكرة ومتجذرة محليًا.

برنامج الدعم الجديد، الذي تم التعريف به خلال هذه القافلة، يُعد رافعة مهمة لتحسين تنافسية هذه الفئة من المقاولات وتمكينها من اكتساب قدرة أكبر على مواجهة التحولات الاقتصادية المستجدة.

القطاع الخاص… شريك أساسي في إنجاح المبادرة

شهدت القافلة حضورًا بارزًا لممثلي القطاع الخاص والجمعيات المهنية، ما يعكس أهمية إشراك الفاعلين الاقتصاديين في هذه الدينامية. وتؤكد هذه المشاركة أن الاستثمار لا يمكن أن يتحقق إلا عبر رؤية مشتركة تجمع القطاعين العام والخاص، وتنسجم مع الأولويات التنموية للجهة.

كما شكلت القافلة فرصة للنقاش المفتوح وتبادل الآراء، حيث تم الاستماع إلى ملاحظات ومقترحات الحاضرين حول كيفية تطوير المنظومة المقاولاتية وتعزيز جاذبية الجهة الاستثمارية.

 قافلة دعم المقاولات الصغيرة… خطوة عملية نحو تعزيز الاقتصاد الجهوي

تشكل انطلاقة القافلة الجهوية للتعريف بنظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة محطة بارزة في جهود تعزيز الاستثمار بجهة سوس–ماسة، وترجمة عملية للتوجيهات الملكية الرامية إلى تحقيق تنمية اقتصادية شاملة.
وتبرز هذه المبادرة الإرادة الواضحة في دعم المقاولين وتشجيعهم على الإبداع والمبادرة، عبر توفير تمويلات ملائمة ومواكبة فعالة وبرامج مرنة تستجيب لاحتياجاتهم.

إن نجاح هذه القافلة يعكس انخراطًا جماعيًا — من مؤسسات حكومية، سلطات محلية، قطاع خاص، وجمعيات مهنية — في مسار بناء اقتصاد جهوي قوي قادر على خلق الثروة وفرص الشغل، وتعزيز مكانة الجهة ضمن الدينامية الوطنية للاستثمار.