بمناسبة احتضان المغرب لكأس أمم إفريقيا 2025 ابتداءً من 21 دجنبر الجاري، أعلن مكتب الصرف عن إطلاق منظومة متكاملة تروم مواكبة المشجعين الأجانب والمغاربة المقيمين بالخارج، وتسهيل استفادتهم من خدمات الصرف طيلة فترة إقامتهم بالمملكة. وتأتي هذه الخطوة في سياق الاستعداد الشامل الذي تباشره مختلف المؤسسات الوطنية لإنجاح هذا الحدث القاري الكبير، حيث تشكل الخدمات المالية عنصراً أساسياً في تحسين تجربة الزوار وتعزيز صورة المغرب كوجهة منظمة وحديثة تحترم المعايير الدولية.

مكتب الصرف وكأس أمم إفريقيا 2025: رؤية استباقية لتنظيم محكم
حرص مكتب الصرف، من خلال هذه المبادرة، على استباق التحديات المرتبطة بتوافد أعداد كبيرة من الزوار خلال كأس أمم إفريقيا 2025، خاصة في ما يتعلق بتدبير عمليات الصرف والتعامل بالعملات الأجنبية. وأوضح المكتب، في بلاغ رسمي، أن المنظومة الجديدة تقوم على تبسيط المساطر وتعزيز الشفافية وضمان توفير المعلومة الدقيقة والمبسطة منذ وصول الزوار إلى التراب الوطني. ويعكس هذا التوجه إرادة المؤسسة في التكيّف مع طبيعة الأحداث الرياضية الكبرى التي تتطلب جاهزية عالية وخدمات مالية مرنة وسريعة.

تبسيط عمليات الصرف وتعزيز الشفافية المالية
تشكل مسألة تبسيط عمليات الصرف أحد المرتكزات الأساسية للمنظومة التي أطلقها مكتب الصرف. فقد تم اعتماد إجراءات تيسيرية تهدف إلى تحسين ظروف إنجاز عمليات صرف العملات، بما يسمح بتقليص الزمن المستغرق وتفادي التعقيدات الإدارية التي قد تواجه الزوار. كما يندرج تعزيز الشفافية ضمن أولويات هذه المقاربة، من خلال توفير معلومات واضحة حول القواعد المنظمة للتصريح بالعملات وشروط الصرف، ما يسهم في بناء علاقة ثقة بين الزوار والمؤسسات المالية الوطنية.

تنويع وسائل الأداء ومواكبة التحول الرقمي
على المستوى العملي، عمل مكتب الصرف على إدراج تدابير تسمح بتنويع وسائل الأداء المستخدمة خلال عمليات الصرف، عبر تعزيز مرونة المعاملات ومستوى أمانها. ويأتي هذا التوجه انسجاماً مع التحولات العالمية في مجال الخدمات المالية، حيث أصبح المسافرون الدوليون يعتمدون بشكل متزايد على وسائل الدفع الإلكترونية وغير المادية. ومن شأن تشجيع هذه الوسائل أن يساهم في تقليل الاعتماد على النقد، وتحسين سلامة العمليات، وتسهيل تتبع المعاملات وفق المعايير المعتمدة دولياً.

الاستجابة لانتظارات المسافرين الدوليين
تستجيب الإجراءات الجديدة لانتظارات فئة واسعة من المسافرين الدوليين الذين اعتادوا على استخدام حلول دفع حديثة وسريعة خلال تنقلاتهم. فالمشجعون القادمون إلى المغرب لحضور مباريات كأس أمم إفريقيا 2025 يتطلعون إلى تجربة سلسة منذ لحظة وصولهم، تشمل سهولة صرف العملات والولوج إلى معلومات دقيقة حول القوانين المحلية. ومن خلال هذه المنظومة، يسعى مكتب الصرف إلى جعل تجربة الزائر أكثر راحة واطمئناناً، بما ينعكس إيجاباً على انطباعه العام عن المملكة.

التواصل والتوعية: ركيزة أساسية في المنظومة الجديدة
بموازاة التعديلات العملية، أولى مكتب الصرف أهمية خاصة للجانب الإعلامي والتوعوي، باعتباره عنصراً مكملاً لتسهيل عمليات الصرف. وقد تم تفعيل نظام تواصل متعدد القنوات يهدف إلى تزويد الزوار بمعلومات موثوقة ومفهومة ويمكن الوصول إليها فوراً. ويعكس هذا التوجه وعياً بأهمية التواصل الاستباقي في تفادي الإشكالات المحتملة، وتمكين الزوار من فهم حقوقهم وواجباتهم في ما يخص التعامل بالعملات.

صفحة إلكترونية خاصة بكأس أمم إفريقيا 2025
ضمن هذه المنظومة، أحدث مكتب الصرف صفحة خاصة على موقعه الإلكتروني، تتضمن مجمل المعلومات المتعلقة بتسهيلات الصرف خلال كأس أمم إفريقيا 2025. وتوفر هذه الصفحة محتوى مبسطاً ومحدثاً يهم القواعد المنظمة للصرف، وطرق التصريح بالعملات، والإجراءات المعتمدة لفائدة الزوار. ويُعد هذا الفضاء الرقمي مرجعاً أساسياً للمشجعين الراغبين في الاستعداد المسبق لرحلتهم إلى المغرب، ما يعزز من جودة الخدمات المقدمة.

شريط توعوي ثلاثي اللغة في المطارات
حرص مكتب الصرف على الوصول إلى الزوار منذ لحظة وصولهم إلى المملكة، عبر إعداد شريط توعوي ثلاثي اللغة يشمل العربية والفرنسية والإنجليزية. ويتم عرض هذا الشريط في المطارات الرئيسية، حيث يقدم بشكل مبسط قواعد التصريح بالعملات والممارسات السليمة في مجال الصرف. ويساهم هذا الإجراء في تسهيل اندماج الزوار مع النظام المالي المحلي، وتفادي أي سوء فهم قد ينتج عن اختلاف القوانين أو المساطر.

كتيبات إرشادية لتسهيل الولوج إلى المعلومة
إلى جانب الوسائط الرقمية، تم إعداد كتيبات إرشادية مطبوعة يتم توزيعها بالمطارات، قصد تمكين الزوار من الولوج السريع إلى المعطيات الأساسية فور وصولهم. وتشكل هذه الكتيبات دعامة مهمة لفئة من المسافرين الذين يفضلون الاطلاع على المعلومات بشكل مباشر، كما تعكس حرص المؤسسة على تنويع وسائل التواصل بما يلائم مختلف الفئات.

الامتثال ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
لا تقتصر منظومة مكتب الصرف على تسهيل الخدمات وتحسين تجربة المستخدمين فحسب، بل تندرج أيضاً في إطار احترام متطلبات الامتثال واليقظة في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وقد أكد المكتب أن الإجراءات المعتمدة تتماشى مع المعايير الدولية، لا سيما توصيات مجموعة العمل المالي “غافي”، مع الحفاظ على التوازن بين تيسير العمليات والتحكم في المخاطر. ويعكس هذا التوجه التزام المغرب بالمعايير الدولية، وتعزيز مكانته كشريك موثوق على الصعيد المالي.

تحديث المنظومة الوطنية للأداءات
من خلال تشجيع الاستخدام المتزايد لوسائل الدفع الإلكترونية وتقليل الاعتماد على النقد، تساهم هذه المبادرة في تحديث المنظومة الوطنية للأداءات. ويُعد هذا التوجه جزءاً من رؤية أوسع تروم مواكبة التحول الرقمي الذي يشهده القطاع المالي، وتعزيز الشمول المالي، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والزوار على حد سواء.

دور محوري في إنجاح “كان 2025”
من خلال تعزيزه للآليات العملية وأدوات الإعلام وإطار الامتثال، يؤكد مكتب الصرف دوره المحوري في مواكبة الأحداث الدولية الكبرى التي تنظمها المملكة. وتبرز هذه التعبئة المؤسسية حرص المغرب على إنجاح كأس أمم إفريقيا 2025 في أفضل الظروف، ليس فقط على المستوى الرياضي، بل أيضاً من حيث التنظيم والخدمات المصاحبة.

صورة المغرب كبلد مضيف وحديث
تسهم المنظومة التي أطلقها مكتب الصرف في تثمين صورة المغرب كبلد مضيف حديث، منفتح، ويتماشى مع أفضل الممارسات الدولية في مجال الاستقبال والخدمات المالية. ومن خلال توفير بيئة آمنة وشفافة للمعاملات المالية، يتم ترسيخ مناخ من الثقة لدى الزوار، ما يعزز من جاذبية المملكة كوجهة سياحية ورياضية.

التزام متجدد بخدمة الزوار
في ختام هذه المبادرة، يجدد مكتب الصرف التزامه بدعم حسن سير كأس أمم إفريقيا 2025، والمساهمة في إنجاح هذا الحدث القاري الكبير. وتؤكد هذه المنظومة الشاملة أن الرهان لا يقتصر على تنظيم المباريات، بل يشمل أيضاً توفير تجربة متكاملة للزوار، تعكس مستوى التقدم الذي بلغه المغرب في مجال الحكامة المالية وجودة الخدمات.