في ظل التقلبات المناخية المتسارعة التي تشهدها المملكة، عادت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية لتطلق نداءً تحذيريًا عاجلًا إلى مختلف فئات مستعملي الطريق، داعية إلى أقصى درجات اليقظة والحذر، وذلك عقب صدور نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي عن المديرية العامة للأرصاد الجوية. وتأتي هذه الدعوة في سياق توقع تسجيل أمطار قوية أحيانًا رعدية، وتساقطات ثلجية مهمة، إضافة إلى هبوب رياح عاصفية قوية بعدد من مناطق المغرب، وهي عوامل مناخية ترفع بشكل كبير من مخاطر حوادث السير وتهدد سلامة الأرواح والممتلكات.
نشرة إنذارية تفرض الحذر وتأجيل التنقلات غير الضرورية
أوضحت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية أن النشرة الإنذارية البرتقالية الصادرة عن مصالح الأرصاد الجوية تستوجب التعامل معها بجدية ومسؤولية، لما تحمله من مؤشرات على اضطرابات جوية قوية قد تؤثر بشكل مباشر على حركة السير. ودعت في هذا الإطار إلى تأجيل جميع التنقلات غير الضرورية إلى حين تحسن الظروف الجوية، خاصة في المناطق المعنية بالتساقطات المطرية الغزيرة والثلجية والرياح القوية. وأكدت أن اتخاذ قرار عدم التنقل في مثل هذه الظروف يعد سلوكًا وقائيًا يساهم في تقليص حوادث السير ويجنب السائقين مخاطر محتملة قد تكون عواقبها وخيمة.
تحذير خاص لسائقي النقل العمومي والشاحنات
وخصت الوكالة في بلاغها سائقي حافلات النقل العمومي للمسافرين وسائقي شاحنات نقل البضائع بدعوة خاصة إلى مضاعفة الانتباه والحذر أثناء السياقة. وأبرزت أن هذه الفئة تتحمل مسؤولية أكبر بحكم عدد الركاب أو طبيعة الحمولة، مما يفرض الالتزام الصارم بقواعد السلامة الطرقية وتتبع النشرات الجوية بشكل مستمر من أجل برمجة الرحلات بين المدن والأقاليم في أوقات آمنة. كما شددت على ضرورة احترام السرعة القانونية وتفادي المجازفة في الطرق الوعرة أو أثناء سوء الرؤية.
سوء الأحوال الجوية عامل مضاعف لمخاطر حوادث السير
أكدت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية أن سوء الأحوال الجوية يشكل عاملًا مضاعفًا لمخاطر حوادث السير، حيث تتسبب الأمطار الغزيرة والثلوج والرياح القوية في انخفاض مستوى الرؤية، وانزلاق الطرق، وصعوبة التحكم في المركبات. ولهذا، شددت الوكالة على ضرورة التقيد الصارم بقانون السير واحترام جميع قواعد ومستلزمات الوقاية والسلامة الطرقية، باعتبارها خط الدفاع الأول لحماية مستعملي الطريق من الحوادث.
أهمية الصيانة الميكانيكية والفحص التقني للمركبات
من بين النقاط الأساسية التي ركز عليها بلاغ الوكالة، الدعوة إلى إخضاع العربات للصيانة الميكانيكية المنتظمة، وإجراء فحص تقني دقيق لجميع أجهزة السلامة. وأكدت على ضرورة التأكد من سلامة العجلات وجودة الإطارات، وحسن اشتغال أجهزة الكبح، والنوابض، وماسحات الزجاج، إضافة إلى أضواء المركبة الأمامية والخلفية. كما شددت على أهمية التأكد من خلو السيارة من أي أعطاب تقنية قد تساهم في وقوع حوادث السير، خاصة في الظروف الجوية الصعبة التي تتطلب جاهزية كاملة للمركبة.
الراحة قبل السياقة عامل حاسم للسلامة الطرقية
لم تغفل الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية الجانب المتعلق بالحالة الصحية والنفسية للسائقين، حيث دعت إلى أخذ قسط كافٍ من الراحة قبل السياقة، خاصة خلال الرحلات الطويلة أو في فترات الليل. وذكّرت بأن التعب والإرهاق يؤديان إلى فقدان التركيز وضعف القدرة الإدراكية، كما يؤثران سلبًا على تقدير المسافات والسرعة، ويحدان من سرعة اتخاذ القرار المناسب أثناء القيادة. وأكدت أن السياقة في حالة إرهاق، خصوصًا مع سوء الأحوال الجوية، ترفع بشكل كبير من احتمال وقوع الحوادث.
التخفيض من السرعة وملاءمتها مع حالة الطريق
شدد البلاغ على ضرورة التخفيض من السرعة وملاءمتها مع حالة الطريق والظروف المناخية السائدة، مع الالتزام التام بقواعد السير، خاصة على مستوى المنعرجات والمنحدرات والطرق الوعرة والملتوية. وأبرزت الوكالة أن السرعة المفرطة أو غير الملائمة للأحوال الجوية الصعبة تعد من أبرز أسباب حوادث السير، داعية إلى اعتماد سياقة وقائية قائمة على الحيطة والحذر وتوقع الأخطار المحتملة.
تفادي الانزلاق أثناء الأمطار والثلوج والصقيع
وأبرزت الوكالة أهمية تفادي خطر الانزلاق، خاصة على الطرق المبللة أو المغطاة بالثلوج والصقيع، من خلال القيادة بحذر وتجنب السرعة المفرطة. كما دعت إلى استعمال إطارات مطاطية ملائمة ومجهزة عند الاقتضاء، خصوصًا في المناطق الجبلية أو التي تعرف تساقطات ثلجية كثيفة. وأكدت أن التحكم في المركبة في مثل هذه الظروف يتطلب ترك مسافة كافية للتوقف وتفادي الكبح المفاجئ الذي قد يؤدي إلى فقدان السيطرة.
اليقظة أثناء السياقة الليلية وضعف الرؤية
وفي سياق متصل، شددت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية على ضرورة مضاعفة الانتباه أثناء السياقة ليلًا أو عند ضعف الرؤية بسبب الضباب أو الأمطار الغزيرة. ودعت إلى الحرص على استعمال الأضواء بشكل سليم وتفادي الإبهار الضوئي الذي قد يعرّض السائقين الآخرين للخطر. كما أوصت بتقليص السرعة والالتزام بمسار الطريق، خاصة في المقاطع التي تفتقر إلى إنارة كافية.
الحذر عند عبور القناطر والمناطق المنخفضة
من بين الإرشادات الهامة التي وردت في البلاغ، الدعوة إلى توخي أقصى درجات الحذر عند عبور القناطر والمناطق المنخفضة، مع التأكد من كونها غير مغمورة بالمياه. وأكدت الوكالة على ضرورة الامتثال للتشوير الطرقي والتقيد بالتعليمات الصادرة عن السلطات المختصة، خاصة في الحالات التي يتم فيها إغلاق بعض المحاور الطرقية بشكل مؤقت حفاظًا على سلامة مستعملي الطريق.
احترام مسافة الأمان والتجاوز الآمن
وسجل البلاغ أهمية احترام مسافة الأمان القانونية بين المركبات داخل المجال الحضري وخارجه، ولا سيما على الطرق الوطنية والطرق السيارة، تفاديًا لحوادث الاصطدام المفاجئ. كما دعت الوكالة إلى التحلي بالحيطة والحذر أثناء التجاوز، وعدم الإقدام عليه إلا عند توفر الرؤية الواضحة والظروف الآمنة، مع تجنب السير على شكل قوافل متلاصقة، لما يشكله ذلك من خطر في حال التوقف المفاجئ.
الانتباه للفئات الهشة من مستعملي الطريق
وأكدت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية على ضرورة الانتباه بشكل خاص للفئات عديمة الحماية، وفي مقدمتها الراجلون ومستعملو الدراجات النارية والهوائية، الذين يكونون أكثر عرضة للخطر خلال سوء الأحوال الجوية. ودعت السائقين إلى تخفيض السرعة بالقرب من التجمعات السكنية وممرات الراجلين، واحترام قواعد الوقوف والتوقف، وتفادي المناورات أو التغييرات المفاجئة في الاتجاه.
الالتزام بقانون السير مسؤولية جماعية
وفي ختام بلاغها، أهابت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية بجميع المواطنات والمواطنين إلى التفاعل الإيجابي مع هذه النصائح والإرشادات الوقائية، مؤكدة أن الالتزام بقانون السير واجب جماعي ومسؤولية مشتركة تساهم في حماية الأرواح والحد من وقوع حوادث السير. وشددت على أن السلامة الطرقية ليست مجرد إجراءات ظرفية، بل ثقافة يومية وسلوك حضاري يعكس وعي المجتمع بأهمية الحفاظ على الحياة.
.png)